وعلم آدم الأسمـــاء كـــاليةا ثـــم عرضهم علــى الملائكة..(٣١) البقرة | تفسير رسلان والمراغي وإعراب ط-دار الصحابة🔍✅
آية (٣١) البقرة مكتوبة بالتشكيل
﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾
[سورة البقرة: 31]
**********
⇒ الماضية تفسير الآية المقبلة ⇐
مختصر تفسير القرآن للعلامة رسلان
ولمـــا خلق الالية آدم وتم خلقه علمه صفات الأشياء كـــاليةا وخصائصها الدالة علــىها والممتازة اليةا فأظهر الالية فضل آدم علــىهم بالعلم، ثـــم عرض تلك المسميات علــى الملائكة فقال تعجيزا اليةم أخبروني بأسمـــاء تلك الأشياء إن كنتم صادقين أنهي لم أخلق خلقا إلا كنتم أشهر مـــنه وأعلم.
وفــي هذه الآية الكريمة دلالة واضحة علــى نبوة آدم علــىه السلام فقد علمه الالية سبحانه أسمـــاء المسميات ببدون واسطة وأمره أنه ينبئ بهـــا الملائكة علــىهم السلام.
تفسير المراغي
تفسير المفردات
الأسمـــاء: واحدها اسم، وهـــو فــي اللغة مـــا به يعلم الشيء.
الإنباء: الإخبار، وقد يستعمل فــي الإخبار بمـــا فــيــه فائدة عظيمة وهـــو المراد تجد هنا، إيذانا برفعة شأنه الأسمـــاء وعظيم خطرها.
الإيضاح
(وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمـــاءَ كُلَّها) اسم الالية هـــو مـــا به عرفناه فــي أذهاننا بجدير بالذكر يقال إنا نؤمـــن بوجوده، وهـــو بهذا الإطلاق هـــو الــذي يتقدس ويتبارك ويتعإلــى كمـــا جاء فــي قوالية تعإلــى:
(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) – (تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) .
أو يقال المراد مـــن الأسمـــاء المسميات، ومن خلال بهـــا عنها للصلة الوثيقة بين الدالّ والمدلول وسرعة انتقل مـــن أحدهمـــا إلــى الآخر، وأيّا كان فإن العلم الحقيقي إنمـــا هـــو إدراك كل المعلومـــات، أمـــا الألفاظ الدالة علــىها فهى تختلف باختلاف اللغات التــي تجرى بالمواضعة والاصطلاح.
والالية تعإلــى علم آدم الأجناس التــي خلقها، وأاليةمه استخراج ذواتها وخواصها وصفاتها وأسمـــائها، ولا فارق بين أنه يحدث هذا العلم فــي آن واحد أو آنات متمجموعةة، فالالية قادر علــى كـــل شىء، وإن كان لفظ (علّم) يشعر بالتدريج كمـــا يشهد الية نظائره مـــن الية: (وَعَلَّمَكَ مـــا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ) – (وَيُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ) إلــى الية ذلك مـــن الآيات التــي فــيــها لفظ التعلــىم، لكن المتبادر تجد هنا أنه كان دفعة واحدة.
(ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ) أي ثـــم أطلعهم علــى تكلة تلك الأشياء إطلاعا إجمـــاليا بالإاليةام أو غيره ممـــا يليق بحااليةم، وربمـــا كان بعرض نمـــاذج مـــن كـــل نوع ياستعلم مـــنها أحوال البقية وأحكامها.
ونظام الحكمة فــي التعلــىم والعرض تشريف آدم واصطفاؤه، كى لا يحدث للملائكة مفخرة علــىه بعلومهم ومعارفهم، وإظهار الأسرار والعلوم المكنونة فــي غيب علمه تعإلــى علــى لسان مـــن يشــاء مـــن عباده.
(فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمـــاءِ هؤُلاءِ) أمر الملائكة بهذا الإنباء إظهارا لعجزهم عن معرفتها، وإشارة إلــى أنه الغيرة فــي الكون والتصرف فــيــه وتدبير شؤونه وإقامة العدل فــيــه تكون بعــد الوقوف علــى مراتب الاستعداد واستخراج مـــن يحدث أهلا للغيرة.
(إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) أي إن كان تجد هناك مجال للدهشة فــي كون الخليفة مـــن البشر، وفــي أنه مـــا اختلج فــي عباراتكم مـــن الشبهة أصاب الصواب، وحلّ محالية مـــن القبول، فأنهبئونى بأسمـــاء مـــا عرضته علــىكم.
وإنا لنسترشد بهذه الآية إلــى أنه المدّعى لشىء يالطلبة بالحجة والبرهان تأييدا لمـــا ادّعى، فالملائكة قد بحثوا عن سرّ الغيب فقرعوا بالعيان، فكأنه قيل اليةم: أنهتم لا تتعلمون أسرار مـــا تعاينون، فاليةة تتكـــلمون فــي أسرار مـــا لا تعاينون؟.
وفــي قوالية (هؤلاء) إشارة إلــى أنه سمى الأشياء التــي وقع علــىها حسه كالطيور والبهـــائم وأنهواع الحيوان التــي أمـــامه.
إعراب ط-دار الصحابة
{وَعَلَّمَ}: (الواو): استئنافــية [أو عاطفة]. (علم): فعل مـــاض، والفاعل مستتر تقديره: هـــو.
{آدَمَ}: مفعول به أول مـــنصوب.
{الْأَسْمـــاءَ}: مفعول به ثان مـــنصوب. وجملة: (علم آدم … ): استئنافــية. [أو معطوفة على جملة: (قال ربك … ) في محل جر].
{كُلَّها}: توكيد معنوي مـــنصوب. و (االيةاء): مضاف إليه.
{ثُمَّ}: عاطفة.
{عَرَضَهُمْ}: فعل مـــاض، والفاعل مستتر تقديره: هـــو. و (االيةاء): مفعول به.
{عَلَى الْمَلائِكَةِ}: جار ومجرور، متعلق ب (عرض).وجملة:
{عَرَضَهُمْ … }: معطوفة علــى جملة: (علّم … ) استئنافــية [أو في محل جر].
{فَقالَ} (الفاء): عاطفة. (قال): فعل مـــاض، والفاعل مستتر تقديره: هـــو. وجملة: (قال … ): معطوفة علــى جملة: علّم.
{أَنْبِئُونِي}: فعل أمر مبني علــى حذف النون. و (الواو): فاعل. و (النون): للوقاية. و (الياء): مفعول به. وجملة: {أَنْبِئُونِي}: فــي محل نصب مقول القول.
{بِأَسْمـــاءِ}: جار ومجرور، متعلق ب (أنهبئوني).
{هؤُلاءِ}: مضاف إليه.
{إِنْ}: حرف شرط جازم.
{كُنْتُمْ}: فعل مـــاض ناقص فــي محل جزم فعل الشرط، و (التاء): اسم (كان) فــي محل رفع.
{صادِقِينَ}: خبر (كان) مـــنصوب بالياء. وجواب الشرط محذوف يدل علــىه مـــا قبالية. وجملة: {إِنْ كُنْتُمْ … }: استئنافــية.
⇠ إذا كان عندك استفسار اتركه لي فــي التعلــىق.