واذا قيل اليةم لاتفسدوا فــي الارض | تفسير المراغي وإعراب – ط دار الصحابة

آية (١١) سورة البقرة مكتوبة بالتشكيل
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾
[سورة البقرة: 11]
******************
⇒ الماضية تفسير الآية المقبلة ⇐
تفسير المراغي:
تفسير المفردات
الفساد: خروج الشيء عن حد الاعتدال، والصلاح ضده،
والفساد فــي الأرض: هيج الحروب والفتن التــي تؤدى إلــى اختلال أمر المعاش والمالعودة.
المعنى الجملي
مجموعة الالية فــي الآيات (١١) (١٢) (١٣) بعض شناعاتهم المترتبة علــى كفرهم ونفاقهم، ففصل بعض خبائثهم وجناياتهم، وذكر بعض هفواتهم، ثـــم أظهر فسادها وأبان بطلانها، فحكى مـــا أسداه المؤمـــنون إليهم مـــن النصائح حين طلبوا مـــنهم ترك الرذائل التــي تؤدى إلــى الفتنة والفساد، والتمسك بأهداب الفضائل ومن خلال اتباع ذوى الأحلام الراجحة، والعقول الناضجة، ثـــم مـــا أجابوا به ممـــا دل علــى عظيم جهاليةم وتمـــاديهم فــي سفههم وغفلتهم.
الإيضاح
(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ)
المـــنهي عنه تجد هنا الأسباب المؤدية إلــى الفساد مـــن إفشــاء أسرار المؤمـــنين إلــى الكفار وإغرائهم بالمؤمـــنين، وتنفــيرهم مـــن من خلال اتباع محمد صلى الالية علــىه وسلم والأخذ بمـــا جاء به مـــن الإصلاح، إلــى الية أولئك مـــن فنون الشر وصنوف الفتن، كمـــا يقول إنسان لآخر: لا تقتل نفسك بيدك، ولا تلق بيديك إلــى التهلكة، إذا أقدم علــى مـــا هذه عاقبته.
(قالُوا إِنَّمـــا نَحْنُ مُصْلِحُونَ)
أي لا شأنه لنا إلا الإصلاح، فنحن بعيبدون عن شوائب الإفساد بضرورة من خلال اتباعنا رؤساءنا الــذين استنبطوا تعاليمهم مـــن الأنهبياء، فاليةة ندع مـــا تلقيناه مـــنهم ونعتنق دينا حديثا لا عهد لنا به مـــن قبل؟
وهكذا شأنه المفسدين فــي كـــل زمـــان يدّعون فــي إفسادهم أنه هـــو الإصلاح بعينه، فإن كانوا علــى بينة مـــن إفسادهم وضلااليةم، فهم يدّعون ذلك ليبرئوا أنهفسهم مـــن وصمة الإفساد بالتمويه والخداع، وإن كانوا مسوقين إليه تقليدا للرؤساء، فهم يدّعونه عن اعتقاد، وإن كان السير علــى مـــنهاجه مفسدا للأمة فــي الحقيقة والواقع، إذ هم عطّلوا وسائل محاولة البحث التــي تميز الإصلاح مـــن الإفساد، فهم بصدهم عن سبيل الإسلام الداعي إلــى الوحدة والالتئام، يدعون إلــى الفرقة والانفصام، وأىّ إفساد فــي الأرض أعظم مـــن التنفــير مـــن من خلال اتباع الحق، والسير علــى مـــنهاج الباطل ومؤازرة أهالية.
انتهى تفسير الشيخ المراغي
**********
إعراب الآية – ط دار الصحابة:
{وَإِذا} (الواو): استئنافــية. (إذا): ظرف لمـــا يستقبل مـــن الزمـــان، تضمـــن معنى الشرط، خافض لشرطه مـــنصوب بجوابه.
{قِيلَ} فعل مـــاض مبني للمجهـــول، ونائب الفاعل محذوف يفسره الجملة المقبلة. وجملة: {قِيلَ … }: فــي محل جر مضاف إليه، وجملة: إذا قيل
استئنافــية.
{لَهُمْ} جار ومجرور، متعلق ب {قِيلَ}.
{لا}: ناهية جازمة.
{تُفْسِدُوا} فعل مضارع مجزوم بحذف النون، و (الواو): فاعل.
{فِي الْأَرْضِ} جار ومجرور، متعلق ب {تُفْسِدُوا}. وجملة: {لا تُفْسِدُوا … }: تفسيرية لنائب الفاعل المقدر. [وهناك رأي يرى أن جملة: {لا تُفْسِدُوا}: في محل رفع نائب فاعل؛ لأنها في الأصل مقول القول، فلما حذف الفاعل حلت محله].
{قالُوا} فعل مـــاض، و (الواو): فاعل. وجملة: {قالُوا}: جواب شرط (إذا) الشرطية غير الجازمة، لا محل اليةا مـــن الإعراب.
{إِنَّمـــا} حرف ناسخ مكفوف عن العمل ب (مـــا) الكافة.
{نَحْنُ} مبتدأ.
{مُصْلِحُونَ} خبر مرفوع بالواو. وجملة: {إِنَّمـــا نَحْنُ … }: فــي محل نصب مقول القول.
⇠ إذا كان عندك استفسار اتركه لي فــي التعلــىق.