وإذا لقوا الــذين آمـــنوا قالوا آمـــنا | تفسير المراغي وإعراب – ط دار الصحابة 🤲🔍✅✅
آية (١٤) سورة البقرة مكتوبة بالتشكيل
﴿وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ﴾
[سورة البقرة: 14]
***********
⇒ الماضية تفسير الآية المقبلة ⇐
تفسير المراغي:
تفسير المفردات
اللقاء المصادفة تقول: لقيته ولاقيته إذا صادفته واستقبلته.
خلوا إمـــا مـــن خلوت بفلان وإلــى فلان إذا انفردت به، وإمـــا مـــن خلا بمعنى مضى، ومـــنه القرون الخفيه، واطلب الأمر وخلاك ذم: أي جاوزك ومضى عنك.
والشيطان كـــل عات متمرد مـــن الإنس والجن كمـــا قال: (شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً)
المعنى الجملي
وصف الالية فــي الآيات مـــن (١٤) إلــى (١٦) سورة البقرة حال جمـــاعة مـــن المـــنافقين كانوا فــي عصر التنزيل قد بلغ مـــن دعارتهم وتمرّدهم فــي النفاق وفساد الأخلاق أنه كانوا يظهرون بوجهين، ويتكـــلمون بلسانين، فإذا لقوا المؤمـــنين قالوا آمـــنا بمـــا أنهتم به مؤمـــنون، وإذا خلوا إلــى شياطينهم دعاة الفتنة والإفساد الــذين يصبدون عن سبيل الحق قالوا اليةم إنمـــا نقول ذلك اليةم استهزاء بهم، وقد فضح الالية بهتانهم وأوعدهم شديد العقاب علــى استهزائهم وزادهم حيرة فــي أمورهم ثـــم ذكر أنهم قد اختاروا الضلالة علــى االيةدى، إذ هم أهملوا العقل فــي فهم الكتاب بعــد أنه تمكنت مـــنهم التقاليد والالعودةات، وتحكمت فــيــهم البدع، فخسروا فــي تجارتهم، ومـــا كانوا مهتدين فــيــها، لأنهم باعوا مـــا وهبهم الالية مـــن النور وااليةدى، بضلالات البدع والأهـــواء.
الإيضاح
(وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا، وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمـــا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ)
أي وإذا رأى المـــنافقون المؤمـــنين واجتمعوا بهم قالوا كذبا وبهتانا: آمـــنا كإيمـــانكم وصدقنا كتصديقكم، وإذا انفردوا بأمثااليةم مـــن دعاة الفتنة والإفساد قالوا اليةم: إنا علــى عقيدتكم، وموافقوكم علــى دينكم، وإنمـــا نظهر اليةم الإيمـــان استهزاء بهم، لنشاركهم فــي الغنائم، ونحفظ أموالنا وأولادنا ونساءنا مـــن أيديهم ونطلع علــى أسرارهم.
انتهى تفسير الشيخ المراغي
*******
إعراب – ط دار الصحابة:
{وَإِذا} سبق إعرابهـــا فــي الآية (١١).
{لَقُوا}: فعل مـــاض مبني علــى الضم المقدر علــى الياء المحذوفة، و (الواو): فاعل.
{الَّذِينَ}: اسم موصول مفعول به.
وجملة: {لَقُوا}: فــي محل جر مضاف إليه، وجملة: (إذا لقوا): معطوفة علــى جملة: (إذا قيل … ) فــي الآية الماضية.
{آمَنُوا}: فعل مـــاض، و (الواو): فاعل، وجملة: {آمَنُوا}: صلة الموصول.
{قالُوا}: فعل مـــاض، و (الواو): فاعل، وجملة: {قالُوا}: جواب شرط غير جازم.
{آمَنّا}: فعل مـــاض، و (نا): فاعل، وجملة: {آمَنّا}: فــي محل نصب مقول القول.
{وَإِذا}: انظر الآية (١١).
{خَلَوْا}: فعل مـــاض مبني علــى الضم المقدر علــى الألف المحذوفة؛ لالتقاء الساكنين، و (الواو): فاعل، وجملة: {خَلَوْا}: فــي محل جر مضاف إليه. وجملة: (إذا خلوا … ): معطوفة علــى جملة: {وَإِذا لَقُوا}.
{إِلى شَياطِينِهِمْ}: جار ومجرور، متعلق ب {خَلَوْا،} و (االيةاء): مضاف إليه.
{قالُوا}: فعل مـــاض، و (الواو): فاعل، وجملة: {قالُوا}: جواب شرط غير جازم.
{إِنّا}: (إنّ): حرف ناسخ، و (نا): اسم (إن) فــي محل نصب.
{مَعَكُمْ}: ظرف مكان مـــنصوب متعلق بمحذوف خبر (إنّ)، و (الكاف): مضاف إليه، وجملة: {إِنّا مَعَكُمْ}: فــي محل نصب مقول القول {إِنَّمـــا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ}: مثل: {إِنَّمـــا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} فــي الآية (١١).
وجملة: {إِنَّمـــا نَحْنُ}: استئنافــية.