أخبار العالم

هـــو الــذي خلق لكم مـــا فــي الأرض كلا..(٢٩) البقرة | تفسير رسلان والمراغي وإعراب ط-دار الصحابة🔍✅🤲

آية (٢٩) البقرة مكتوبة بالتشكيل

﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
[سورة البقرة: 29]

 *********

 ⇒ الماضية تفسير الآية المقبلة ⇐


 

مختصر تفسير القرآن للعلامة رسلان 

فبين الالية رب العالمين أنه هـــو خالق كـــل شئ، خلق الالية تعإلــى مـــا ضرب به المثل وخلق الالية رب العالمين السمـــاوات والأرض، اليةة تكفرون بالالية وقد خلق لكم مـــا فــي الأرض كلا لتنتفعوا به وتحسنوا استعمـــال مـــا خلقه لكم وملككم التصرف فــيــه، فإنه مـــا مـــن شئ فــي الوجود إلا يمكن استعمـــاالية فــي الية الخير واستعمـــاالية فــي الية الشر. 

وقد وضع الالية هذه الوسائل الكونية والمسخرات تحت أيديكم ليبتليكم فــيــها فلتستعملونها فــي الخير أو تستعملونها فــي الشر، ثـــم قصد سبحانه وعلا إلــى السمـــاوات فخلقهن سبع سمـــاوات مستويات لا صدع فــيــها ولا فطور وهـــو سبحانه بكـــل شئ علــىم لا تخفــي علــىه خافــية فــي الأرض ولا فــي السمـــاء يعلم الجزئيات كمـــا يعلم الكـــليات، وفــي الآية دليل علــى أنه الأصل فــي الأشياء الإباحة إلا مـــا ورد الشرع بتحريمه، الالية وحده الــذي خلق لكم كل مـــا فــي الأرض مـــن أنهار وأشجار وبغير ذلك ممـــا لا يحصى مجموعةه  وأنهتم تنتفعون به وتستمتعون بمـــا سخره لكم، ثـــم قصد إلــى السمـــاء فخلقهن مستويات سبع سمـــاوات وهـــو الــذي أحاط علمه بكـــل شئ، وفــي الآية دليل علــى أنه الأصل فــي الأشياء الإباحة والطهارة لأنه الالية جل وعلا إمتن بهذا الخلق علــى بني آدم.
 

 

 

تفسير المراغي

 

 الإيضاح 

وبعــد أنه مجموعة سبحانه آياته فــي الأنهفس بذكر المبدأ والمـــنتهى- ذكر آياته فــي الآفاق الدالة علــى قدرته المحيطة بكـــل شىء، وعلــى نعمه المتظاهرة علــى عباده بجعل مـــا فــي الأرض مهيأ اليةم ومعدّا لمـــنافعهم فقال: 

(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مـــا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) وهذا الانتفاع يحدث بإحدى وسيلتين:

(١) إمـــا بالانتفاع بأعيانه فــي الحياة الجسدية ليحدث غذاء للأجسام أو متعة اليةا فــي الحياة المعيشية. 

(٢) وإمـــا بالنظر والاعتبار فــيمـــا لا تصل إليه الأيدى فــيستدل به علــى قدرة مبدعه ويحدث غذاء للأرواح. 

وبهذا نعلم أنه الأصل إباحة الانتفاع بكـــل مـــا خلق فــي الأرض، فليس لمخلوق حق فــي تحريم شىء أباحه الالية إلا بإذنه كمـــا قال: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ مـــا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرامـــاً وَحَلالًا، قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ) .

(ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّمـــاءِ) السمـــاء كـــل مـــا فــي الجهة العلــىا فوق رءوسنا، واستوى إليها أي قصدها قصدا مستويا بلا عاطف يثنيه مـــن إرادة خلق شىء آخر فــي أثناء خلقها. 

(فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمـــاواتٍ) أي أتمّ خلقهنّ فجعاليةنّ سبع سموات تامـــات الخلق والتكوين. 

وفــي الآية إيمـــاء إلــى أنه خلق الأرض ومـــا فــيــها كان سابقا علــى تسوية السموات سبعا، وهذا لا يخالف قوالية تعإلــى: (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمـــاءُ؟ بَناها، رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها، وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها، وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها) لأنه كـــلمة (بعــد) فــيــها بعــدية فــي الذكر لا فــي الزمـــان، فمـــن استعمـــالاتهم أنه يقولوا: أحسنت إلــى فلان بكذا، وقدمت إليه المعونة وبعــد ذلك ساعدته فــي عمالية، علــى معنى وزيادة علــى ذلك ساعدته، أو أنه الــذي كان بعــد خلق السمـــاء هـــو دحو الأرض: أي تمهيدها للسكنى والاستعمـــار، لا مجرد خلقها وتقدير الأقوات فــيــها.

(وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) أي إن هذا النظام المحكم لا يحدث إلا مـــن لدن حكيم علــىم بمـــا خلق، فلا عجب أنه يرسل رسولا يوحى إليه بكتاب اليةداية مـــن يشــاء مـــن عباده يضرب فــيــه الأمثال بمـــا شــاء مـــن مخلوقاته، جل أو حقر، عظم أو صغر. 

 

 

إعراب ط-دار الصحابة

{هُوَ}: مبتدأ. 

{الَّذِي}: اسم موصول، خبر. والجملة: استئنافــية. 

{خَلَقَ}: فعل مـــاض، والفاعل مستتر تقديره: هـــو، وجملة: (خلق … ): صلة الموصول.

{لَكُمْ}: جار ومجرور، متعلق ب‍ {خَلَقَ}. 

{مـــا}: اسم موصول، مفعول به. 

{فِي الْأَرْضِ}: جار ومجرور، متعلق بمحذوف صلة الموصول. 

{جَمِيعاً}: حال مـــنصوبة. 

{ثُمَّ}: عاطفة.

{اِسْتَوى}: فعل مـــاض، والفاعل مستتر تقديره: هـــو. وجملة: {اسْتَوى … }: معطوفة علــى جملة: {خَلَقَ … }.

{إِلَى السَّمـــاءِ}: جار ومجرور، متعلق ب‍ {اِسْتَوى}. 

{فَسَوّاهُنَّ}: (الفاء): عاطفة. (سواهن): فعل مـــاض، و (االيةاء): مفعول به، والفاعل مستتر تقديره: هـــو. وجملة: 
(سواهن … ) معطوفة علــى جملة: {اسْتَوى … }. 

{سَبْعَ}: مفعول به ثان مـــنصوب، [أو بدل من الضمير في {فَسَوّاهُنَّ}]. 

{سَمـــاواتٍ}: مضاف إليه مجرور. 

{وَهُوَ}: (الواو): حفيه [أو عاطفة]. (هـــو): مبتدأ. 

{بِكُلِّ}: جار ومجرور، متعلق ب‍ {عَلِيمٌ} الآتي. 

{شَيْءٍ}: مضاف إليه مجرور. 

{عَلِيمٌ}: خبر مرفوع، وجملة: {وَهُوَ … }: فــي محل نصب حال [أو معطوفة على الجملة السابقة لا محل لها]. 


⇠ إذا كان عندك استفسار اتركه لي فــي التعلــىق.

زر الذهاب إلى الأعلى