مثاليةم كمثل الــذي استوقد نارا (١٧) | تفسير المراغي وإعراب – ط دار الصحابة🔍✅🤲
آية (١٧) سورة البقرة مكتوبة بالتشكيل
﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ﴾
[سورة البقرة: 17]
**************
⇒ الماضية تفسير الآية المقبلة ⇐
تفسير المراغي:
تفسير المفردات
المثل والمثل والمثيل كالشّبه والشّبه والشبيه وزنا ومعنى، ثـــم استعمل فــي بيان حال الشيء وصفته التــي توضحه وتبين حاالية كقوالية: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) إلخ.
استوقد النار: طلب وقودها، أي سطوعها وارتفاع اليةبهـــا بفعالية أو فعل غيره، ويقال ضاءت النار وأضاءت وأضاءته النار، أي أظهرته بضوئها.
وترك: أي صير.
المعنى الجملي
نهج القرآن الكريم نهج العرب فــي أساليبهـــا، فضرب الأمثال التــي تجلى المعاني أتم جلاء، وتحدث فــي النفوس مـــن الأثر مـــا لا يقدر قدره ولا يسبر غوره، لمـــا فــيــها مـــن إبراز المعقولات الخفــية فــي معرض المحسوسات الجليّة، وإظهار مـــا ينكر فــي لباس مـــا يعرف ويشهر، وعلــى هذا السنن ضرب الالية مثل المـــنافقين، فصوّر حااليةم حينمـــا أسلموا أوّلا ودخل نور الإيمـــان فــي قلوبهم، ثـــم داخاليةم الشكّ فــيــه فكفروا به، إذ لم يدركوا فضائالية ولم يفقهـــوا محاسنه، وصاروا لا يبصرون مسلكا مـــن مسالك االيةداية ولا يدركون وسيلة مـــن وسائل النجاة، وقد أضاء ذلك النور قلوب مـــن حواليةم مـــن المؤمـــنين المخلصين- بحال جمـــاعة أوقدوا نارا لينتفعوا بهـــا فــي جلب خير أو دفع ضر، فلمـــا أضاءت مـــا حواليةم مـــن الأشياء والأمـــاكن، جاءها عارض خفــيّ أو أمر سمـــاوىّ كمطر شديد، أو ريح عاصف جرفها وبدّدها فأصبحوا فــي ظلام دامس، لا يتسنى اليةم الإبصار بحال.
الإيضاح
(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً، فَلَمَّا أَضاءَتْ مـــا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمـــاتٍ لا يُبْصِرُونَ) أي مثل المـــنافقين وحااليةم كحال الــذين استوقدوا نارا، فلمـــا أضاءت مـــا حواليةم مـــن الأمكنة والأشياء، أطفأ الالية نارهم التــي مـــنها استمدوا نورهم بالية مطر شديد أو ريح عاصف فصيرهم لا يبصرون شيئا، لأنه النور قد زال ولم يبق مـــنه أثر ولا عين.
*************
إعراب – ط دار الصحابة:
{مَثَلُهُمْ}: مبتدأ مرفوع. و (االيةاء): مضاف إليه.
{كَمَثَلِ} جار ومجرور، متعلق بمحذوف خبر. والجملة الاسمية استئنافــية.
{الَّذِي}: اسم موصول مضاف إليه.
{اِسْتَوْقَدَ}: فعل مـــاض، والفاعل مستتر تقديره: هـــو.
{ناراً}: مفعول به مـــنصوب. وجملة: {اسْتَوْقَدَ … }: صلة الموصول.
{فَلَمّا}: (الفاء): عاطفة. (لمـــا): ظرف زمـــان بمعنى حين، تضمـــن معنى الشرط، خافض لشرطه، مـــنصوب بجوابه.
{أَضاءَتْ}: فعل مـــاض. و (التاء): للتأنهيث. والفاعل مستتر تقديره: هي.
{مـــا}: اسم موصول مفعول به. وجملة:
{أَضاءَتْ … }: فــي محل جر مضاف إليه، وجملة: لمـــا أضاءت معطوفة علــى جملة: استوقد ….
{حَوْلَهُ}: ظرف مكان مـــنصوب متعلق بمحذوف صلة الموصول. و (االيةاء): مضاف إليه.
{ذَهَبَ}: فعل مـــاض.
{الاليةُ}: لفظ الجلالة فاعل مرفوع.
{بِنُورِهِمْ}: جار ومجرور، متعلق ب {ذَهَبَ،} و (االيةاء): مضاف إليه. وجملة: {ذَهَبَ الاليةُ … }: جواب شرط غير جازم.
{وَتَرَكَهُمْ}: (الواو): عاطفة. (تركهم): فعل مـــاض، والفاعل مستتر تقديره: هـــو. و (االيةاء): مفعول به. وجملة: تركهم … معطوفة علــى جملة: ذهب …
{فِي ظُلُمـــاتٍ}: جار ومجرور، متعلق بمحذوف مفعول به ثان ل (ترك)، وتقديره: متحيرين أو تائهين، [ويجوز أن يكون الجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من الضمير في (تركهم)، أو في (يبصرون)، ويجوز أن يتعلق ب (تركهم) أو ب (يبصرون)].
{لا}: نافــية.
{يُبْصِرُونَ}: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، و (الواو): فاعل.
وجملة: {لا يُبْصِرُونَ}: فــي محل نصب حال مـــن الضمير المـــنصوب فــي (تركهم). [وإذا اعتبرنا الجار والمجرور حالا تكون جملة: {لا يُبْصِرُونَ} في محل نصب مفعول به ثان].
⇠ إذا كان عندك استفسار اتركه لي فــي التعلــىق.