فتلقى ادم مـــن ربه عبارات..آية (٣٧) البقرة | تفسير رسلان والمراغي وإعراب ط-دار الصحابة🔍✅
آية (٣٧) البقرة مكتوبة بالتشكيل
﴿فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾
[سورة البقرة: 37]
********
⇒ الماضية تفسير الآية المقبلة ⇐
مختصر تفسير القرآن للعلامة رسلان
فاستقبل آدم بالأخذ والقبول مـــن ربه عبارات كانت سبب توبته وهي قوالية ربنا ظلمـــنا أنهفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمـــنا لنكونن مـــن الخاسرين فأتمهن وعمل بمـــا جاء فــي مضمونهن فتجاوز عنه وغفر الية وتاب علــىه إنه هـــو الرجاع علــى عباده بقبول التوبة الدائم الرحمة بالمؤمـــنين.
وفــي هذه الآية دليل علــى أنه الإنسان وإن سمت مـــنزلته وعظمت رتبته لا يخلوا مـــن هفوة تقع مـــنه وذلة تعرض الية بالنسيان يعرض الية أو تأويل يراه كمـــا وقع لآدم علــىه السلام جدير بالذكر أكـــل مـــن الشجرة ناسيا وفــيــها دليل علــى أنه وقوع المخالفة مـــن العبد ضرورير بالتوبة إلــى الالية فإن آدم حين اعترف وتاب تاب الالية علــىه واجتباه وهداه.
تفسير المراغي
تفسير المفردات
وتلقى العبارات: هـــو أخذها بالقبول والعمل بهـــا حين علمها.
الإيضاح
(فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمـــاتٍ) أي إن الالية تعإلــى أاليةمه عبارات فعمل بهـــا فأنهاب إليه- وهى كمـــا روى عن ابن عباس: (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) وروى عن ابن مسعود أنها: سبحانك الاليةم وبحمدك وتبارك اسمك وتعإلــى جدّك ولا إالية إلا أنهت، ظلمت نفسى، فاغفرلى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنهت.
(فَتابَ عَلَيْهِ) التوب الرجوع، فإذا وصف به العبد كان رجوعا عن المعصية إلــى الطاعة، وإذا وصف به الباري تعإلــى أريد به الرجوع عن العقوبة إلــى المغفرة.
ولا تكون التوبة مقبولة مـــن العبد إلا بالندم علــى مـــا كان، وبترك الذنب حيث اليوم وبالعزم علــى ألا يرجع إليه فــي مستأنهف الزمـــان، وبردّ مظالم العباد، وبإرضاء الخصم بإيصال حقه إليه والاعتذار الية باللسان.
والخلاصة- إنه تعإلــى قبل توبته والعودة إليه بفضالية ورحمته.
(إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) التواب هـــو الــذي يقبل التوبة عن عباده كثيرا، فمهمـــا اقترف العبد مـــن الذنوب وندم علــى مـــا فرط مـــنه وتاب تاب الالية علــىه، والرّحيم هـــو الــذي يحفّ عباده برحمته إذا هم أساءوا ورجعوا إليه تائبين وقد جمع بين الوصفــين (التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) للإشارة إلــى عدة الالية تعإلــى للعبد التائب بالإحسان إليه مع العفو عنه والمغفرة الية.
وهاتجد هنا مسائل ثلاث أطال المفسرون الكـــلمــات فــيــها، ونحن نوجز القول فــيــها.
(ا) مـــا أوردوه فــي هبوط آدم وحواء مـــن الجنة ووصف ذلك، وقد انتقالوا أكثره مـــن الإسرائيليات التــي لا يصح شىء مـــنها عند النقدة مـــن أهل العلم ورجال الدين.
(ب) خلق حوّاء مـــن ضلع آدم أخذا بظاهر قوالية تعإلــى: (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها) وقوالية: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها)
ومـــن حديث أبى هريرة فــي السليمين مـــن قوالية صلى الالية علــىه وسلم: «واستوصوا بالسيدات خيرا فإنهنّ خلقن مـــن ضلع أعوج»
وممـــا ورد فــي سفر التكوين فــي التوراة مبينا خلق آدم وحوّاء.
وجوابنا عن ذلك:
(١) أنه كثيرا مـــن المفسرين قالوا إن المراد فــي الآيتين بقوالية «مـــنها» أي مـــن جنسها ليوافق قوالية فــي سورة الروم: (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) إذ المراد بدون شك أنه خلق أزواجا مـــن جنسكم، لا أنه خلق كـــل زوجة مـــن بدن زوجها.
(٢) أنه الحديث قد جاء علــى الية تمثيل حال المرأة واعوجاج أخلاقها، باعوجاج الضلوع، ويؤيد هذا قوالية آخر الحديث: «وإن أعوج شىء فــي الضّلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالسيدات خيرا» فهـــو علــى حدّ قوالية تعإلــى: (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ) .
(ح) عصيان آدم ثـــم توبته، مع أنه الأنهبياء معصومون مـــن ارتكاب الذنوب، ولنا فــي الجواب عن هذه المسألة طرق:
(١) أنه المخالفة التــي صدرت مـــنه كانت قبل النبوة، والعصمة إنمـــا تكون عن مخالفة الأوامر بعــدها.
(٢) أنه الــذي وقع مـــنه كان النسيانا، فسمى عصيانا تعظيمـــا لأمره، والالنسيان والسهـــو لا ينافــيان العصمة.
إعراب ط-دار الصحابة
{فَتَلَقّى}: (الفاء): استئنافــية. (تلقى): فعل مـــاض.
{آدَمُ}: فاعل مرفوع.
{مِنْ رَبِّهِ}: جار ومجرور، متعلق ب (تلقى)، و (االيةاء): مضاف إليه.
{كَلِمـــاتٍ}: مفعول به مـــنصوب بالكسرة. وجملة: (تلقى … ): استئنافــية.
{فَتابَ}: (الفاء) عاطفة. (تاب): فعل مـــاض، والفاعل مستتر تقديره: هـــو.
{عَلَيْهِ}: جار ومجرور، متعلق ب (تاب).وجملة: (تاب … ): معطوفة علــى الاستئنافــية قباليةا.
{إِنَّهُ}: حرف ناسخ. و (االيةاء): اسم (إنّ) فــي محل نصب.
{هُوَ}: ضمير فصل [أو مبتدأ، وخبره: {التَّوّابُ،} والمبتدأ وخبره خبر (إنّ)].
{التَّوّابُ}: خبر (إنّ) مرفوع.
{الرَّحِيمُ}: خبر ثان مرفوع. وجملة: {إِنَّهُ هُوَ}: تعلــىلية.
⇠ إذا كان عندك استفسار اتركه لي فــي التعلــىق.