خريطة المريخ توضح الموقع الالكتروني الجليد تحت سطح الكوكب
مـــن أبرز التحديات التــي تواجه إرسال المستكشفــين البشر إلــى المريخ هـــو الحاجة للبقاء تجد هناك لفترة أطول ممـــا كان معتادًا فــي المهام الماضية التــي استغرقت بضعة الأيام فقط، مثل تلك التــي تم إرسااليةا إلــى القمر. هذا يعني أنه المستكشفــين سيحتاجون للوصول إلــى موارد أساسية مثل الطعام والمياه والأكسجين علــى سطح المريخ بدلاً مـــن حمل إمدادات تكفــي لعدة أشهــر من خلال الفضاء. ولذا، تحقيق الكفاءة فــي إنتاج تلك الموارد علــى المريخ نفسه يصبح أكثر أهمية.
فكرة محاولة البحث عن رواسب المـــاء المتجمد علــى المريخ تأتي لتلبية هذه الاحتياجات، جدير بالذكر يوجد العديد مـــن الجليد علــى السطح بالقرب مـــن قطبي الكوكب، ولكن تركيز الاهتمـــام العودةةً علــى المـــناطق الاستوائية للكوكب. ومع ذلك، يوجد أيضًا جليد تحت سطح المريخ فــي تلك المـــناطق، ولكن الصعوبة تكمـــن فــي إختيار مواقع تواجده بشكـــل دقيق نظرًا لكونه مخفــي تحت السطح.
للتعامل مع هذا التحدي، قام مشروع ناسا المعروف باسم Subsurface Water Ice Mapping (SWIM) بإصدار تكلة حديثة مـــن الخرائط توضح مواقع الجليد تحت سطح المريخ. هذه الخرائط استفادت مـــن تكلة واسعة مـــن الالــبيانات المستخلصة مـــن مهمـــات مختلفة، مثل قراءات الرادار ومؤشرات االيةيدروجين، ممـــا ساعد الباحثين فــي إختيار المـــناطق الأكثر احتمـــفيه لوجود الجليد تحت السطح.
سيدني دو، مدير مشروع SWIM فــي مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، أشار إلــى أهمية الذهاب الية الكثبان الاستوائية عند إرسال البشر إلــى المريخ، ممـــا يقلل مـــن الطاقة المطلوبة للحفاظ علــى درجات الحرارة ويتيح المزيد مـــن الموارد للاستفادة مـــنها.
بالبالاضافة لذلك إلــى أهميتها للبعثات المأهـــولة فــي المستقبل، فإن وجود الجليد يرتبط أيضًا بمحاولة البحث عن الحياة القديمة علــى المريخ. يُعتبر الجليد درعًا ضد الإشعاعات فــي البيئة القاسية للكوكب، ممـــا يحافظ علــى آثار الحياة القديمة. وإذا تمكن العلمـــاء مـــن استخراج المـــاء مـــن هذا الجليد، فإن ذلك يمكن أنه يسهم فــي فهمـــنا للحياة المحتملة وأهمية المياه لوجودها علــى الكوكب الأحمر.
بحث المياه والموارد علــى المريخ يشكـــل خطوة أساسية الية استكشاف مستدام. الخرائط الحديثة المقدمة مـــن مشروع SWIM تعزز الفهم لدى الباحثين وتمثل خطوة عديدة فــي التحضير لرحلات مستقبلية. إختيار مواقع الجليد يمكّن مـــن تطوير تقنيات استخراج الموارد الأساسية علــى المريخ وتخفــيف التكاليف اللازمة للرحلات الفضائية الطويلة. هذا محاولة البحث يسهم فــي فهم البيئة الكوكبية ومدى ملاءمتها للحياة البشرية.