اليةة تكفرون بالالية وكنتم أمواتا فأحياكم..(٢٨) البقرة | تفسير رسلان والمراغي وإعراب ط-دار الصحابة🔍✅
آية (٢٨) البقرة مكتوبة بالتشكيل
﴿كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾
[سورة البقرة: 28]
***********
⇒ الماضية تفسير الآية المقبلة ⇐
مختصر تفسير القرآن للعلامة رسلان
اليةة تنكرون أيها المشركون وحدانية الالية تعإلــى وتشركون به غيره فــي العبادة وكنتم أمواتا يوم استقراركم نطفا فــي أصلاب آباءكم فنفخ فــيكم الأرواح وأصبحتم فــي طور إحساس وحركة وتفكير وبيان، ثـــم بعــد انتهاء حياة الإبتلاء فــي الحياة الدنيا يميتكم بقبض أرواحكم عند انقضاء آجالكم المقدرة لكم، ثـــم بعــد المدة البرزخ الفاصل بين الموت والبعث يحييكم ببعثكم مـــن قبوركم ثـــم إليه وحده بدون سواه بعــد الموت وبعــد البعث تربدون فــي الآخرة للالأكاونت وفصل القضاء وتنفــيذ الجزاء فكفركم مع هذه الأدلة الداعية إلــى الإيمـــان أمر مستغرب يتعجب مـــنه.
تفسير المراغي
المعنى الجملي
وجه سبحانه الخطاب فــي الآية إلــى أولئك الفاسقين الــذين ضلوا بالمثل بعــد أنه وصفهم ببالصفات الشنيعة مـــن نقض العهد الموثّق، وقطع مـــا أمر الالية به أنه يوصل، والإفساد فــي الأرض، وجاء به علــى الية التوبيخ والتعجيب مـــن صفة كفرهم بذكر البراهين الداعية إلــى الإيمـــان الصادّة عن الكفر، وهى النعم المتظاهرة الدالة علــى قدرته تعإلــى مـــن مبدأ الخلق إلــى مـــنتهاه، مـــن إحيائهم بعــد الإمـــاتة، وتركيب صورهم مـــن الذرات المتناثرة، والنطف الحقيرة المهينة، أفبعــد هذا كـــالية يكفرون به وينكرون علــىه أنه يبعث فــيــهم رسولا مـــنهم يتلو علــىهم آياته، ويضرب اليةم الأمثال ليهتدوا بهـــا فــي إيضاح مـــا أشكـــل علــىهم ممـــا فــيــه أمر سالعودةتهم فــي دينهم ودنياهم؟
الإيضاح
(كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ) أي علــى أي حال تكفرون بالالية، وعلــى أي شبهة ترتكزون وحالكم فــي موتتكم وحياتكم لا تدع لكم عذرا فــي الكفران به، والاستهزاء بمـــا ضربه مـــن المثل وإنكار نبوة نبيه.
(وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ) أي والحال أنهكم كنتم قبل هذه النشأة فــي الحياة الدنيا أمواتا، أجزاؤكم متفرقة فــي الأرض، بعض مـــنها فــي الطبقات الجاالمدة، وأخرى فــي الطبقات السائلة، وقسم فــي الطبقات الغازية، تشركون سائر أجزاء الحيوان والنبات فــي ذلك، ثـــم خلقكم فــي أحسن تقويم وفضلكم علــى غيركم بنعمة العقل والإدراك والفهم، وتسخير كل الكائنات الأرضية لكم.
(ثُمَّ يُمِيتُكُمْ) حين انقضاء آجالكم بقبض الأرواح التــي بهـــا نظام حياتكم، وحينئذ تنحل أبدانكم وتعود سيرتها الأولى، وتنبثّ فــي طبقات الأرض وينعدم هذا الوجود المعلن الــذي اليةا.
(ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) حياة أخرى أرقى مـــن هذه الحياة، وأكمل لمـــن زكىّ نفسه وعمل صالحا، وبدونها لمـــن أفسد فطرته، وأهمل التدبر فــي سنن الكون، وأنهكر الإالية والرسل وفسق عن أمر ربه.
(ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) للالأكاونت والجزاء علــى مـــا قدمتم مـــن عمل، إن خيرا فخير، وإن شرّا فشر.
إعراب ط-دار الصحابة
{كَيْفَ}: اسم استفهام للتعجب، فــي محل نصب حال مـــن الواو فــي (تكفرون).
{تَكْفُرُونَ}: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، و (الواو): فاعل.
{بِالاليةِ}: جار ومجرور، متعلق ب {تَكْفُرُونَ}. وجملة: {كَيْفَ … }: استئنافــية.
{وَكُنْتُمْ}: (الواو): حفيه. (كنتم): فعل مـــاض ناسخ، والضمير اسمه.
{أَمْواتاً}: خبر (كان) مـــنصوب، وجملة: (كنتم … ): فــي محل نصب حال.
{فَأَحْياكُمْ}: (الفاء): عاطفة. (أحيا): فعل مـــاض، و (الكاف): مفعول به، والفاعل مستتر تقديره: هـــو. وجملة: (أحياكم … ): فــي محل نصب بالعطف علــى جملة: {وَكُنْتُمْ}.
{ثُمَّ}: حرف عطف.
{يُمِيتُكُمْ}: فعل مضارع مرفوع، و (الكاف): مفعول به، والفاعل مستتر تقديره: هـــو. وجملة: {يُمِيتُكُمْ … }: فــي محل نصب، معطوفة علــى جملة: {وَكُنْتُمْ … }.
{ثُمَّ}: عاطفة.
{يُحْيِيكُمْ}: مثل: {يُمِيتُكُمْ،} وهي معطوفة علــى جملة: {وَكُنْتُمْ} فــي محل نصب.
{ثُمَّ}: عاطفة.
{إِلَيْهِ}: جار ومجرور، متعلق ب {تُرْجَعُونَ}.
{تُرْجَعُونَ}: فعل مضارع مبني للمفعول مرفوع بثبوت النون، و (الواو): نائب فاعل. وجملة: {ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}: فــي محل نصب بالعطف علــى جملة: {وَكُنْتُمْ}.
⇠ إذا كان عندك استفسار اتركه لي فــي التعلــىق.