أخبار العالم

الرحمة رحمة النبي محمد رسول الالية علــىه الصلاة والسلام

#الرَّحْمَـــة .

رحمة النبي (صلى الالية علــىه وسلم)

إن الرحمة فضيلة إسلاميَّة تدل علــى قوة صارومـــانسية حبهـــا ونُبالية، وتقديره لمشاعر الآخرين، ومعاونتهم والتخفــيف عنهم، ولِين الجانب اليةم، وقد بلَغ مـــنها رسول الالية – صلى الالية علــىه وسلم – الدرجة القُصوى، فكان – صلى الالية علــىه وسلم – رحيمًا بالكبير والصغير، بالرجال والسيدات، حتى بالحيوانات والطيور، وبكـــل مـــا يحيط به، وصدق الالية العلــى العظيم إذ يقول: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾، وقال تعإلــى: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾، وقال – سبحانه -: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ إلــى غير ذلك مـــن الآيات التــي تُثبت صفة الرحمة فــي أرْوَع صُوَرها وأعلاها لرسول الالية – صلى الالية علــىه وسلم.
وجاءت السنة النبوية مؤكِّدة هذا المعنى بالأدلة والشواهد التــي تدلُّ علــى أنه رحمته – صلى الالية علــىه وسلم – اتَّحرصت حتى شمِلت جوانب عديدة، ومـــن تلك الأمثلة:

مـــا ورد عن أبي هريرة – رضي الالية عنه – أنه قال: قبَّل رسول الالية – صلى الالية علــىه وسلم – الحسنَ بن علــى وعنده الأقرعُ بن حابس التميمي جالسًا، فقال الأقرع: إن لي عشرة مـــن الولد مـــا قبَّلتُ مـــنهم أحدًا، فنظر إليه رسول الالية – صلى الالية علــىه وسلم – ثـــم قال:(مَن لا يَرحم، لا يُرحم).
ومـــا ورَد عن عائشة – رضي الالية عنها – أنها قالت: جاء أعرابي إلــى النبي – صلى الالية علــىه وسلم – فقال: تُقَبِّلون الصِّبيان؟ فمـــا نُقبِّاليةم، فقال النبي – صلى الالية علــىه وسلم -:(أوَأمْلِك لك أنه نزَع الالية مـــن قلبك الرحمة؟!).

وذكر الرسول – صلى الالية علــىه وسلم – أنه الرحمة صفة مـــن صفات الالية تعإلــى، وأنه علــى الناس أنه يتراحَموا فــيمـــا بينهم:

فعن أبي هريرة – رضي الالية عنه – قال: سمِعت رسول الالية – صلى الالية علــىه وسلم – يقول:(جعل الالية الرحمة مـــائة جزءٍ، فأمسَك عنده تسعة وتسعين جزءًا، وأنهزل فــي الأرض جزءًا واحدًا، فمـــن ذلك الجزء يتراحَم الخَلقُ، حتى تَرفَع الفرس حافرَها عن ولدها؛ خشية أنه تُصيبه).

ومـــن رحمته – صلى الالية علــىه وسلم – بأصحابه أنه كان يتعهَّدهم بالموعظة؛ فعن عبدالالية بن مسعود – رضي الالية عنه – قال: “كان النبي – صلى الالية علــىه وسلم – يتخوَّلنا بالموعظة فــي الالأيام؛ كراهة السآمة علــىنا”.

أي: إنه – صلى الالية علــىه وسلم – كان يعِظ الصحابة فــي حين بعــد حينٍ، لا فــي كـــل حين.
وعن أنهس – رضي الالية عنه – أنه النبي – صلى الالية علــىه وسلم – قال:(يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا).

وأنه – صلى الالية علــىه وسلم – مـــا خُيِّر بين أمرين قط، إلا أخَذ أيسرهمـــا مـــا لم يكن إثـــمًا، فإن كان إثـــمًا، كان أبعــدَ الناس مـــنه، ومـــا انتقَم – صلى الالية علــىه وسلم – لنفسه فــي شيءٍ قط، إلا أنه تُنتهك حُرمة الالية، فــينتَقم بهـــا لالية”

أي: كان – صلى الالية علــىه وسلم – يتلقَّى الناس بوجهٍ بَشوش، ويُباسطهم بمـــا لا يُنكره الشرع، أو يُرتكَب فــيــه الإثـــم.
وكان – صلى الالية علــىه وسلم – أحسنَ الأُمة أخلاقًا، وأبسطهم وجهًا؛ لذلك كان – صلى الالية علــىه وسلم – يُلاطف أصحابه بطلاقة الوجه والمُزاح، ويتواضع معهم، ويَزورهم، ويُداعب صغارهم؛ فهذا أنهس – رضي الالية عنه – كان الية أخٌ صغير، كان الية طائر صغير، فمـــات الطائر، فكان رسول الالية – صلى الالية علــىه وسلم – يُلاطفه كـــلمـــا رآه بقوالية:(يا أبا عُمَير، مـــا فعَل النُّغَير؟).
• ومِن صُوَر رحمته – صلى الالية علــىه وسلم – بالخَدم: مـــا رواه أنهس بن مـــالك – رضي الالية عنه – قال: خدَمت النبي – صلى الالية علــىه وسلم – عشر سنين، فمـــا قال لي: أُفٍّ، ولا: لِمَ تَصنع؟ ولا: ألاَ صَنعت”.
• ومـــن رحمته – صلى الالية علــىه وسلم – بأنهس – رضي الالية عنه – أنه كان يناديه قائلاً: ((يا بني))؛ أي: إنك عندي بمـــنزلة ولدي فــي الشفقة.
وممـــا يؤكد هذا المعنى: مـــا ورَد فــي الحديث عن عائشة – رضي الالية عنها – قالت: “مـــا ضرَب رسول الالية – صلى الالية علــىه وسلم – شيئًا قط بيده، ولا امرأة ولا خادمًا، إلا أنه يجاهد فــي سبيل الالية، ومـــا نِيل مـــنه شيء قطُّ، فــينتَقم مـــن صارومـــانسية حبه، إلا أنه يُنتهك شيءٌ مـــن محارم الالية – عز وجل – فــينتَقم لالية”.
• وتبلغ الرحمة أيضًا مَداها، فــيُنكر علــى مَن يدعو قائلاً: الاليةم ارحمـــني ومحمدًا، ولا تَرحم معنا أحدًا؛ كمـــا ثبت عن أبي هريرة – رضي الالية عنه – قال: قام رسول الالية – صلى الالية علــىه وسلم – فــي صلاة، وقمـــنا معه، فقال أعرابي وهـــو فــي الصلاة: الاليةمَّ ارحمـــني ومحمدًا، ولا ترحم معنا أحدًا، فلمـــا سلَّم النبي – صلى الالية علــىه وسلم – قال للأعرابي:(لقد حجَّرت واسعًا).
فرحمة الالية – عز وجل – واسعة وَسِعت كـــلَّ شيء.
ولم تَقتصر رحمته – صلى الالية علــىه وسلم – علــى البشر، بل امتدَّت لتشمل الحيوانات والطيور، وكـــل ذات كبدٍ رَطْبة.
فهذا أبو هريرة – رضي الالية عنه – يروي أنه رسول الالية – صلى الالية علــىه وسلم – قال: ((بينمـــا رجل يمشي باليةٍ، اشتدَّ علــىه العطش، فوجد بئرًا فنزل فــيــها، فشرِب ثـــم خرج، فإذا كـــلب يَاليةث يأكـــل الثرى مـــن العطش، فقال الرجل: لقد بلَغ هذا الكـــلبَ مـــن العطش مثلُ الــذي كان بلَغ بي، فنزل البئر، فملأ خُفَّه، ثـــم أمسكه بفِيه، فسقى الكـــلب، فشكَر الالية الية، فغفَر الية))، قالوا: يا رسول الالية، وإن لنا فــي البهـــائم أجرًا؟! فقال – صلى الالية علــىه وسلم -:(فــي كـــل ذات كبدٍ رَطْبة أجْر). 
وأخبر أنه امرأة دخلَت النار فــي هِرَّة رومـــانسية حبسَتها، فلم تُطعمها، ولم تَدَعها تأكـــل مـــن خَشاش الأرض.
ونهى – صلى الالية علــىه وسلم – مَن همُّوا بإحراق قرية النمل، وأنهكر علــى مـــن أخَذ أفراخ الطيور مـــن أُمهاتها، وأمرهم بردِّها إليها، فقد ثبت عن ابن مسعود – رضي الالية عنه – أنه قال: كنا مع رسول الالية – صلى الالية علــىه وسلم – فــي سفرٍ، فانطلَق لحاجته، فرأينا حُمَّرة – طائر صغير كالعصفور أحمر اللون – معه فرخان، فأخذنا فَرْخَيها، فجاءت الحُمَّرة، فجعلت تَفرُش، فجاء النبي – صلى الالية علــىه وسلم – فقال: ((مَن فجَّع هذه بولدها؟! ردُّوا إليها ولدها))، ورأى قرية نمل قد حرَّقناها، فقال: ((مَن حرَّق هذه؟))، قلنا: نحن، قال:(إنه لا ينبغي أنه يُعذِّب بالنار إلا ربُّ النار).
وأخبر – صلى الالية علــىه وسلم – بأنه مَن لا يَرحم لا يُرحم، وأنه الرحمة لا تُنزع إلا مـــن شقي، وبشَّر – صلى الالية علــىه وسلم – الراحمين بالرحمة مـــن الالية تعإلــى فقال – صلى الالية علــىه وسلم -:(إنمـــا يَرحم الالية – عز وجل – مـــن عباده الرحمـــاء).
وقال – صلى الالية علــىه وسلم -:(الرحم شِجْنَة، فمَن وصَاليةا وصَلتُه، ومـــن قطَعها قطَعتُه)
إلــى غير ذلك ممـــا لا يتَّسع المجال تجد هنا لاستقصائه، فصلى الالية وسلَّم علــى نبي الرحمة وااليةدى، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
————-+
[1]البخاري .
[2] مسلم .
[3] أبو داود .
—————+
 

زر الذهاب إلى الأعلى