احتمـــالات التهدئة واشتداد الأزمـــات السياسية فــي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
ونشر سعدة فــي هذا النقاش مقالين تناولا تصاعد المواجهة بين الطرفــين الفلسطيني والإسرائيلي فــي ظل الأزمة الداخلية فــي إسرائيل والمـــناطق الفلسطينية. يركز المقال الأول لعمرو صلاح الدين علــى توسيع نطاق الصراع بين الطرفــين إلــى مـــا هـــو أبعــد مـــن قضايا المصالحة والاحتلال المباشر. ويرصد مقاالية المصادر المثيرة للقلق لأبالعودة االيةـــوية التــي تغذي الصراع حاليا، مشيرا إلــى أنه مكونات هذا البعــد بدأت تلعب دورا أكبر مـــن أي ظل مضى. وأوضح عمرو صلاح أنه تأثير صعود اليمين المتطرف فــي إسرائيل لا يقتصر علــى التوسع الاستيطاني أو الخطاب الداعي إلــى فرض السيادة الإسرائيلية علــى الأراضي الفلسطينية، بل أدى إلــى ظهـــور قوميين إسرائيليين دينيين أكثر تطرفا. رواية عن الصراع.
أمـــا المقال الثاني لعزام شعث فــيتناول إمكانية التوصل إلــى هدنة بين الجانبين مع اشتداد الأزمة السياسية فــي إسرائيل واحتدام المواجهة بين فلسطين وإسرائيل، واليةة سينعكس ذلك بين فلسطين وإسرائيل. العملية وقف إطلاق النار، خاصة بعــد أنه أقر اتفاق نتنياهـــو – بن جفــير إنشــاء الحرس الوطني مقابل تأجيل التشريعات والتعديلات القضائية وتقييد دور هذه القوات فــي التعامل مع الفلسطينيين. وفــي ضوء هذه الحقائق، يركز هذا المقال علــى مخرجات قمتي العقبة وشرم الشيخ ويطرح مسألة الفرص تخفــيف التوترات الأمـــنية وإمكانية تحقيق التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي: الأسوأ قادم
وتقول الأمم المتحدة إن عام 2024 انتهى باعتباره “العام الأكثر دموية فــي الضفة الغربية”. وفــي الأشهــر الأربعة الأولى مـــن هذا العام، قُتل حوالي 110 أشخاص، مـــن بينهم 94 فلسطينيًا. وعلــى الرغم مـــن المأساة، فإن هذه الأرقام ليست المصدر الوحيد للقلق، ولكن التطورات التــي شهدتها السنوات الأخيرة داخل فلسطين وإسرائيل، وكذلك علــى المستوى العالمي، تثير القلق أيضاً. ومـــن الممكن أنه تتفاعل التطورات مع متغيرات أخرى لدفع العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين فــي اتجاهات خطيرة فــي المستقبل القريب. قد لا تنجح سياسات مكافحة الحرائق الأمريكية التقليدية – سواء بشكـــل مباشر أو مـــن خــلال وسطاء – فــي احتواء هذا الوضع. إن مشاهد العنف فــي القدس، وااليةجمـــات الانتقامية الإسرائيلية الأخيرة فــي غزة ولبنان، واستدعاء قوات الاحتياط الإسرائيلية، يمكن أنه تكون بوابة لتحقيق أهداف أكبر.
أحد أسباب القلق هـــو أنه العوامل التــي تغذي البعــد المتعلق بااليةـــوية فــي الصراع بدأت تلعب دوراً أكبر مـــن أي ظل مضى فــي السنوات القليلة المـــاضية. ولا يقتصر تأثير صعود اليمين المتطرف فــي إسرائيل علــى التوسع الاستيطاني أو الخطاب الداعي إلــى فرض السيادة الإسرائيلية علــى كل الأراضي الفلسطينية، بل يمتد إلــى خلق رواية قومية دينية إسرائيلية أكثر تطرفاً للصراع. وهذا مـــن شأنه أنه يغذي ويعزز رواية الجمـــاعات الدينية الفلسطينية المسلحة، وهـــو مـــا سيعزز بدوره رواية اليمين المتطرف الإسرائيلي. وهكذا تستمر دائرة التحركات الية خطابات أكثر تطرفاً – روايات يصعب فك شفرتها – تبرر حتمية الصراع واستمراره، وتالطلبة أنهصارها بالانتقام مـــن كـــل حادثة عنف، وخلق بيئة مواتية للتجنيد، ومـــنح العنف المزيد الجذور الدينية – ترتكز علــى ثنائية اليهـــودية والإسلام.
وتجد هناك مصدر قلق آخر يحصلثل فــي أنه صراعات االيةـــوية قد تتحد مع الإرومـــانسية حباط السياسي والحديث المتزايد عن استحالة حل الدولتين. هذه المرة، لا يلي الخطاب فقط مـــن الصقور أو جمـــاعات المقاومة العربية التقليدية علــى جانبي الصراع، ولكن مـــن الأصوات المعتدلة التــي لا تزال تدعم حل الدولتين، وبعضها يشكـــل جزءًا مـــن الالية إلــى السلام (مثل مروان). المعشر). إن توسيع المستوطنات جعل مـــن الصعب إقامة دولة فلسطينية علــى حدود عام 1967. ولا يعد هذا إحساسًا بالنخبوية فحسب، بل إنه أيضًا حالة مـــن فقدان الفلسطينيين الأمل بشكـــل متزايد فــي حل الدولتين.
وبالمثل، قد تتفاعل الانتكاسات السياسية مع الأزمـــات الاقتصادية والاجتمـــاعية التــي تتفاقم بسبب مـــن الأحداث العالمية. ويبدو أنه مؤشرات الفقر فــي الأراضي الفلسطينية وعدم المساواة الأفقية بين العرب واليهـــود فــي إسرائيل تشكـــل مصدراً آخر للقلق، جدير بالذكر يعد الاقتصاديون السياسيون كـــلاهمـــا مصدراً رئيسياً للعنف. وتقول الأمم المتحدة إن 36 بالمئة مـــن سكان الأراضي الفلسطينية يعيشون فــي فقر مقارنة مع 64 بالمئة فــي غزة. وهذا العام، يحتاج معظمهم إلــى المساعدة ومعرضين لـ”ظروف كارثية”، بحسب الأمم المتحدة. وهذا يردد تحذير البنك الدولي بشأنه تأثير كوفــيد-19 والحرب فــي أوكرانيا، والــذي “يضخم خطر عدم الاستقرار فــي الأراضي الفلسطينية” فــي ظل تظل مساعدات المـــانحين غير كافــية لسد الفجوة التمويلية للسلطة الفلسطينية. وينشأ خطر “فخ الصراع”، جدير بالذكر يولد الفقر العنف، والعنف يولد العنف المضاد، ويسبب الدمـــار، والفقر يولد عنفاً حديثاً، وهكذا تستمر الدورة وتتوسع. وفــي إسرائيل، الصراع بين عرب إسرائيل واليهـــود تجد هناك صراع ضخم الاختلافات فــي الدخل الاقتصادي والاجتمـــاعي
ومستوي المعيشة، ونوعية الوظائف، والتمثيل داخل المؤسسات كـــاليةا عوامل تغذي وتتغذى عل تزايد الصراع االيةـــوياتي، مـــا يجعل إسرائيل نفسها عرضة لتجدد عنف أهلي بين العرب واليهـــود مثلمـــا شهدت فــي عام 2024. ناهيك عن أنه تصاعد الاستقطاب فــي إسرائيل تحت حكم نتنياهـــو وسياسة حكومته الغيرية قد يعزز مـــن تلك الاحتمـــفيه.