أخبار العالم

أو كصيب مـــن السمـــاء فــيــه ظلمـــات ورعد…آية(١٩) | تفسير المراغي وإعراب – ط دار الصحابة🔍✅🤲

آية (١٩) سورة البقرة مكتوبة بالتشكيل

﴿أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ۚ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ
[سورة البقرة: 19]

 **********

   ⇒  الماضية تفسير الآية المقبلة  ⇐


 

تفسير المراغي:

 

تفسير المفردات

الصيّب: المطر يصوب وينزل، مـــن الصوب وهـــو النزول.

الرعد: هـــو الصوت الــذي يسمع فــي السحاب أحيانا عند تجمعه. 

البرق: هـــو الضوء الــذي يلمع فــي السحاب غالبا، وربمـــا لمع فــي الأفق جدير بالذكر لاسحاب، وأسباب هذه الظواهر اتحاد كهربيّة السحاب الموجبة بالسالبة كمـــا تقرر ذلك فــي علم الطبيعيات. 

الصاعقة: نار عظيمة تنزل أحيانا أثناء المطر والبرق، وسببهـــا تفريغ الكهربيّة التــي فــي السحاب بجاذب يجذبهـــا إلــى الأرض. 

والإحاطة بالشيء: الإحداق به مـــن كل جهاته.

 

المعنى الجملي

ضرب الالية مثلا آخر يشرح به حال المـــنافقين ويبين فظاعة أعمـــااليةم وسوء أفعااليةم، زيادة فــي التنكيل بهم، وهتكا لأستارهم، إذ كانوا فتنة للبشر، ومرضا فــي الأمم، فجعل حااليةم وقد أتتهم تلك الإرشادات الإاليةية النازلة مـــن السمـــاء فأصابهم القلق والاضطراب، واعترضتهم ظلمـــات الشبه والتقاليد والخوف مـــن ذم الجمـــاهير عند العمل بمـــا يخالف آراءهم، ثـــم استبان اليةم أثناء ذلك قبس مـــن النور يلمع فــي أنهفسهم حين يدعوهم الداعي، وتلوح اليةم الآيات البينة، والحجج القيمة، فــيعزمون علــى من خلال اتباع الحق، وتسير أفكارهم فــي نوره بعض الخطى، ولكن لا يلبثون أنه تعود إليهم عتمة التقليد، وظلمة الشّبهـــات، فتقيّد الفكر وإن لم تقف سيره، بل تعود به إلــى الحيرة- كحال قوم فــي إحدى الفلوات نزل بهم بعــد ظلام الليل صيّب مـــن السمـــاء، فــيــه رعود قاصفة، وبروق لامعة، وصواعق متساقطة، فتولاهم الدهش والرّعب، فهـــووا بأصابعهم إلــى آذانهم كـــلمـــا قصف هزيم الرعد ليسدّوا مـــنافذ السمع، لمـــا يحذرونه مـــن الموت الزوام، ويخافونه مـــن نزول الحمـــام، ولكن هل ينجى حذر مـــن قدر؟ 

 

الإيضاح

(أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمـــاءِ) أي كقوم نزل بهم صيب مـــن السمـــاء، وفــي قوالية مـــن السمـــاء إيمـــاء إلــى أنه شىء لا يمكن دفعه. 

(فِيهِ ظُلُمـــاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ) أي فــيــه ظلمة الليل، وظلمة السرومـــانسية حب، وظلمة الصيب نفسه، وفــيــه رعد وبرق. 

(يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ) أي يجعلون أنهامل أصابعهم فــي آذانهم كـــلمـــا حدث قاصف مـــن الرعد ليدفعوا شدة وقعه بسد مـــنافذ السمع، خوفا علــى أنهفسهم مـــن الموت، مع أنه سد الآذان ليس مـــن أسباب الوقاية مـــن الصاعقة حتى يدفع عنهم الموت. 

(وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ) أي والالية مطلع علــى أسرارهم، عالم بمـــا فــي ضمـــائرهم، قادر علــى أخذهم أينمـــا كانوا، فمـــا صنعوا مـــن سد الآذان بالأصابع لا يغنى عنهم مـــن الالية شيئا إذ لا يغنى حذر مـــن قدر، فمـــن لم يمت بالصاعقة مـــات بغيرها. 

 

 

إعراب – ط دار الصحابة:

{أَوْ}: عاطفة. 

{كَصَيِّبٍ}: جار ومجرور، متعلق بمحذوف خبر لمبتدإ محذوف تقديره: هم، أو مثاليةم، والكـــلمــات فــيــه حذف مضاف؛ أي: أصحاب صيب. 

{مِنَ السَّمـــاءِ} جار ومجرور، متعلق بمحذوف نعت ل‍ (صيّب).وجملة: {أَوْ كَصَيِّبٍ … }: لا محل اليةا بالعطف علــى جملة: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ … } الاستئنافــية. 

{فِيهِ}: جار ومجرور، متعلق بمحذوف خبر مقدم.

{ظُلُمـــاتٌ}: مبتدأ مؤخر مرفوع. وجملة: {فِيهِ ظُلُمـــاتٌ}: نعت ثان ل‍ (صيب).

{وَرَعْدٌ}: (الواو): عاطفة. (رعد): معطوف علــى {ظُلُمـــاتٌ} مرفوع مثالية. 

{وَبَرْقٌ}: مثل: ورعد. 

{يَجْعَلُونَ}: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، و (الواو): فاعل. 

{أَصابِعَهُمْ}: مفعول به مـــنصوب. و (االيةاء): مضاف إليه. 

{فِي آذانِهِمْ}: جار ومجرور، متعلق ب‍ {يَجْعَلُونَ}. و (االيةاء): مضاف إليه. 
وجملة: {يَجْعَلُونَ}: استئنافــية. [أو في محل جر نعت لأصحاب صيب]. 

{مِنَ الصَّواعِقِ}: جار ومجرور، متعلق ب‍ {يَجْعَلُونَ}.

{حَذَرَ}: مفعول لأجالية مـــنصوب. 

{الْمَوْتِ}: مضاف إليه.

{وَالاليةُ}: (الواو): استئنافــية (الالية): لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع. 

{مُحِيطٌ}: خبر مرفوع. 

{بِالْكافِرِينَ}: جار ومجرور بالياء متعلق ب‍ {مُحِيطٌ}. وجملة: {وَالاليةُ مُحِيطٌ … }: استئنافــية. 


⇠ إذا كان عندك استفسار اتركه لي فــي التعلــىق.

زر الذهاب إلى الأعلى