قصة رعب فــي المترو لا تخاف ولكن احذر?
**آخر قطار**
وصل آخر قطار فــي الليل إلــى المحطة، ففتـــحت أبوابهـــا بصوت أنهين مشؤوم. خرج شخص وحيد، تردد صدى خطواته فــي الممر الفارغ.
كان اسمها سارة، وكانت تعمل لظل متأخر فــي المكتب مرة أخرى. لقد فاتها القطار الأخير للعودة إلــى المـــنزل عدة مرات مـــن قبل، لكن الليلة شعرت بشيء مختلف. كان االيةـــواء كثيفًا بالتوتر، وبدت الظلال وكأنها تتراقص فــي أضواء الفلورسنت الوامضة.
أسرعت سارة فــي خطواتها، متاليةفة للعودة إلــى المـــنزل بأمـــان فــي سريرها. ولكن عندمـــا كانت تدور حول الزاوية، رأت شيئًا جعل دمها يبرد.
كان تجد هناك شخص يقف فــي مـــنتصف الممر ويسد اليةها. كان طويلًا ونحيلًا، والية شعر طويل مـــنسدل يحجب وجهه. كانت ترتدي فستانًا أبيض طويلًا بدا وكأنه يتوهج فــي الظلام.
تجمدت سارة وقلبهـــا ينبض فــي صدرها. لم تحدثكن مـــن رؤية وجه التمثال، لكنها شعرت بعينيه علــىها، تحترق فــي روحها.
“مـــن أنهت؟” تمكنت مـــن االيةمس.
الرقـــم لم يجيب. لقد وقف تجد هناك ببساطة، ويحدق بهـــا.
تراجعت سارة خطوة إلــى الوراء، لكن الرقـــم اقترب. يمكنها حيث اليوم رؤية وجهه، وكان الأمر أكثر رعبًا ممـــا تخيلته. وكانت بشرته شارومـــانسية حبة وشفافة، وعيناه سوداء وفارغة.
“مـــاذا تريد؟” سألت سارة وصوتها يرتجف.
فتـــح الرقـــم فمه، ولكن لم يخرج أي صوت. وبدلا مـــن ذلك، أطلق صرخة مروعة ترددت أصداءها فــي كل أنهحاء المحطة.
غطت سارة أذنيها وصرخت، ولكن لا فائدة. كان الصراخ عاليًا جدًا، وشعرت أنه يخترق دمـــاغها.
سقطت علــى الأرض، وجسدها يتشنج. شعرت أنه الحياة تستنزف مـــنها، وأدركت أنه هذه كانت النهاية.
كان الشكـــل يلوح فــي الأفق فوقها، وعيناه السوداء مثبتتان علــىها. مدت يدها، وشعرت سارة بأصابعها الجليدية تقترب مـــن حلقها.
حاولت أنه تتنفس، لكن قبضة جسدها كانت ضيقة للغاية. بدأ الظلام يطبق حواليةا، وعلمت أنها علــى وشك الموت.
ولكن بعــد ذلك، فجأة، كمـــا بدأ، توقف الصراخ. أطلق الشكـــل قبضته علــى حلق سارة واختفــي فــي الظل.
استلقيت سارة علــى الأرض وهي تلتقط أنهفاسها. لقد كانت علــى قيد الحياة، لكنها اهتزت حتى النخاع. لم تكن استعلم مـــا حدث للتو، لكنها عرفت أنها لن تنسى أبدًا الرعب الــذي واجهته فــي تلك الليلة.
وقفت سارة ببطء علــى قدميها وخرجت مـــن المحطة متعثرة. لم تكن استعلم سبب إنقاذها، لكنها كانت ممتنة لبقائها علــى قيد الحياة. وتعهدت بعــدم ركوب القطار الأخير إلــى المـــنزل مرة أخرى.
العودةت سارة إلــى المـــنزل بسرعة، ومـــا زال قلبهـــا ينبض مـــن اللقاء. لم تستطع التخلص مـــن الشعور بأنها كانت تحت المراقبة. ظلت تنظر مـــن فوق كتفها، لكن الشارع كان خاليًا.
وصلت أخيرًا إلــى مبنى شقتها وتخبطت فــي مفاتيحها. فتـــحت الباب ودخلت وأغلقته خلفها.
استندت علــى الباب وهي تتنفس بصعوبة. لقد كانت آمـــنة حيث اليوم. لكنها لم تستطع إلا أنه تتساءل عمـــا حدث اليةا فــي محطة المترو. مـــاذا كان هذا الرقـــم؟ ولمـــاذا اختارت إنقاذها؟
قررت سارة أنه تحاول النسيان الأمر. ذهبت إلــى السرير وحاولت الحصول علــى بعض النوم. ولكن فــي كـــل مرة أغلقت عينيها، كانت ترى عيون الشخص السوداء تحدق بهـــا.
فــي حيث اليوم القادم، ذهبت سارة إلــى العمل، لكنها لم تستطع التركيز. وظلت تفكر فــيمـــا حدث. قررت محاولة البحث عن بعض كل المعلومـــات حول محطة المترو من خلال الإنترنت.
وجدت عدة مقالات عن أحداث غريبة فــي المحطة. أبلغ الناس عن رؤية أشباح وسمـــاع أصوات وشعور بالخوف. حتى أنه إحدى المقالات ذكرت امرأة اختفت مـــن المخفر بدون أنه يترك أثرا.
شعرت سارة بقشعريرة تسري فــي عمودها الفقري. أدركت أنها لم تكن الوحيدة التــي واجهت شيئًا غريبًا فــي محطة المترو.
فــي تلك الليلة، قررت سارة تجنب محطة المترو. أخذت سيارة أجرة إلــى المـــنزل، علــى الرغم مـــن أنها كانت باهظة الثـــمـــن. لم تكن تريد المخاطرة بمواجهة أخرى مع هذا الرقـــم.
ولكن عندمـــا وصلت إلــى المبنى الــذي تسكن فــيــه، رأت ذلك الشخص يقف فــي الظل. كان يراقبهـــا.
تجمدت سارة مـــن الرعب. ابتسم الرقـــم، وكشف عن أسنانه الحادة. ثـــم رفع يده وأشار إليها.
صرخت سارة وركضت إلــى داخل المبنى. أغلقت الباب خلفها وسقطت علــى الأرض وهي تبكي.
كانت تتعلم أنها لا تستطيع تجنب محطة المترو إلــى الأبد. كان علــىها أنه تعود إلــى المـــنزل مـــن العمل باليةة مـــا. لكنها كانت مرعوبة ممـــا سيحصل اليةا إذا رأت هذا الرقـــم مرة أخرى.
فــي حيث اليوم القادم، أخذت سارة نفسًا عميقًا وتوجهت إلــى محطة المترو. وكانت مصممة علــى مواجهة مخاوفها.
استقلت القطار وجلست. أبقيت عينيها مـــنخفضتين، خائفة مـــن النظر حواليةا.
ولكن بعــد ذلك، شعرت بيد باردة علــى كتفها. نظرت للأعلــى ورأت الشكـــل الــذي يقف فوقها.
صرخت سارة وحاولت الركض، لكن ذلك الشخص أمسك بذراعها. اقتربت مـــنها أكثر، وعيونها السوداء تحترق فــي روحها.
فتـــحت سارة فمها لتصرخ، لكن لم يخرج أي صوت. اقترب الشخص مـــنها وهمس فــي أذنها: “أنهت ملكنا حيث اليوم”.
كانت شفاه الشكـــل باردة ولزجة. شعرت سارة بموجة مـــن الغثيان تغمرها. أغمضت عينيها وانتظرت النهاية.
لكن النهاية لم تأت قط. فتـــحت سارة عينيها ورأت أنه الشكـــل قد اختفــي. وكانت وحدها فــي القطار.
لم تكن سارة استعلم مـــا حدث للتو. لكنها عرفت أنها لن تنسى أبدًا الليلة التــي استقلت فــيــها آخر قطار إلــى مـــنزاليةا.