صانع الأحلام : الرجل الغامض
بين زقاق القاهرة القديمة المتعرجة، جدير بالذكر يتهامس التاريخ مع الأسرار، تقع حكاية “صانع الأحلام”. رجل غامض يشتهر بشيء واحد: صناعة أحلام حية، واقعية لدرجة لا تُفرق عن اليقظة.
اقتحم سليم، شاب يائس يطارده قلق المستقبل، دكانة “صانع الأحلام” المتواضعة. بدا الرجل عجوزًا ذا لحية بيضاء وعينين لامعتين كالمصابيح القديمة. همس سليم بحلمه: “أريد حلمـــاً مليئاً بالفرح والسالعودةة، أنهسى فــيــه همومي.”
ابتسم العجوز بغموض، وقال: “لكـــل حلم ثـــمـــن… ثـــمـــن يختلف عمـــنٍ إلــى آخر. هل أنهت مستعد؟”
تجاهل سليم التحذير الضمـــني، فقد كان مستعدًا لكـــل شيء ليحصل علــى ليلة واحدة مـــن السلام. وضع العجوز يده علــى جبينه، وسرومـــانسية حبه داخل عالم غامض مـــن الألوان والأصوات المبهجة.
استيقظ سليم فــي حلمه علــى شاطئ ذهبي تلاطمه أمواج زرقاء، محاطًا بأصدقاء لم يراهم مـــنذ زمـــن، يضحكون ويغنون معًا. عاش يومًا مـــن السالعودةة المطلقة، نسي فــيــه كـــل هموم الحقيقة.
لكن مع غروب شمس الحلم، بدأ الشاطئ يتفتت، والأصدقاء يتلاشون، والألوان الزاهية تتحول إلــى رمـــاد. العودة سليم إلــى واقعه، لكنه لم يعد نفسه. بدا متوهجًا، لكن عيناه خاويتين تحملان أثر الحلم البائد.
حاول تكرار الحلم، لكن العجوز رفض. “حلم واحد يكفــي! ثـــمـــنه لا يزال مستحقًا.”
بدأ سليم يتغير. فقد شغفه بالأشياء الحقيقية، وصار هائمًا علــى وجهه يطارده بقايا حلمه المفقود. أدرك أخيراً خطأه: سعى لاليةروب، فوقع بأسوأ فخ: فخ سالعودةة وهمية سرقت مـــنه طعم الواقع.
العودة إلــى العجوز، متوسلاً لإزالة الثـــمـــن. نظر العجوز إليه بحزن وأمسك خصلة مـــن شعره، “ثـــمـــن الأحلام لا يدفع بالمـــال، بل بشيء لا يمكن استالعودةته… جزء مـــنك.”
شعر سليم بشيء حيوي ينسرومـــانسية حب مـــنه، مع كـــل خصلة شعر تسقط علــى الأرض. وأخيراً، استيقظ مـــن حلمه البشع، متحرراً مـــن سحره، لكنه فقد عامه الأول كأثر جانبي رهيب.
انتشرت حكاية “صانع الأحلام” كتحذير لكـــل مـــن يطمع فــي عالم غير عالمه. تتعلم سليم قيمة الواقع وقسوته، وعاش بقية حياته يروي قصته ليحمي الآخرين مـــن فخ الأحلام المسروقة.
تذكر يا عزيزي القارئ، السالعودةة الحقيقية لا تصنع، بل تعاش وتبنى بخيوط الواقع المريرة والحلوة معًا.