Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the breadcrumb-navxt domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/kpopnaco/TwiceMaroc/wp-includes/functions.php on line 6114
سبع أرواح الجزء الثاني - Twice - توايس صور حصرية
قصص وروايات

سبع أرواح الجزء الثاني – Twice

سبع أرواح (الجزء الثاني) 

سبع ارواح

 

 

أثناء معاينتي للجثة وتفقدي لحالة الغرفة، تحدث الزيني قائلاً:

مـــا هذا الأمر الغريب… لا يوجد أي أثر أو ملاحظة مكتوبة؟

رد علــىه “احمد”:

لا يا فندم، ولكنها مكتوبة أعلــى، فــي مدخل الشقة.

اخرج “أحمد” هاتفه المحمول وأظهر صورة ووضعها أمـــام “الزيني” وقال الية:

ـ انظر حضرتك.

تم كتابة كـــلمة “آدم” علــى الصورة، وهذا مـــا جعل “الزيني” يتساءل.

مَن يحدث هذا الشخص أيضًا؟.. أتمـــنى ألا تكون الإجابة نفسها.. نعم!.. هـــو أيضًا متوفــي!

هز راسه بالايجاب:

هذا حقيقي، والأمر الأغرب أنه كان طفلاً فــي التاسعة مـــن عمره.

عندمـــا كانوا يتحدثون عن تفاصيل الحادث، اقترب شخص عسكري مـــنهم، وكانت علــى وجهه علامـــات التوتر والقلق، تحدث وهـــو يأخذ نفسًا عميقًا بسبب الجري وقال:

ـ نريد حضرتك حيث اليوم يا باشا.

نظر اليه الزيني:

ـ هل توجد جريمة قتل حديثه؟

لا يا سيدي، تعال معي لترى بنفسك.

تحرك الجندي بجسمه الية بوابة العمـــارة، وتابعته فــي مشيته “الزيني وأحمد”، وصلوا إلــى زاوية مظلمة فــي مـــنتصف الحارة. كان تجد هناك مجموعة مـــن الرجال المتجمعين عند الزاوية، يقفون يتبادلون ضربة كف بكف وهم يركزون انتباههم علــى شيء معين، ويتبادلون الحديث.

“لاحول ولا قوة الا بالالية”.

حتى يتحدى حالة الصدمة والتجمد التــي كانوا يعيشون فــيــها، اندفع الجندي الــذي صاح بصوت عالٍ.

ـ وسع يا چدع انت وهـــو.

وفــي حين أنهم كانوا يتفرقون ويفتـــحون الالية للضباط، الــذين كانوا يقفون أمـــام الجموع المتجمعة حواليةم، أُصِيب أيضًا بالدهشة والارتباك. فــي تلك اللحظة، تحدث الزيني وهـــو وسطهم.

ـ ومـــن هذا ايضا؟!

رد رجل مـــن سكان الحارة بالاسم الحركي “الزيني”، بأهدافك استالعودةة اللحظات الماضية، بالإختيار فــي أمـــاكن وقوع الجرائم.

ـ هذا فايز.

كان المشهد الــذي كان الشاب فــيــه مرعبًا، وليس القصد أنه مرعب بالشكـــل المعتاد، بل هـــو كان جالسًا فــي الزاوية وهـــو مرعوب للغاية، يحتضن رجالية وينظر حوالية بالخوف، ويوزع نظراته المذعورة علــى الأشخاص الواقفــين، كانت ملابسه مغمورة بالدم، حتى يديه ووجهه، وجسمه يرتعش بشدة كـــل ثانية بعــد الأخرى، وإلــى ذلك، يضيف جملًا متقطعة تشير إلــى حالة هياج أو هياج الشاب.

“أبعــدوا عني، ابتعدوا، انتهى، أنها المسبب، ليسوا هم المسبب، أنها لم أقتل أحد.”

تكـــلم الملازم “احمد” وهـــو ينظر “للزيني”:

إذا ربطنا كل العناصر معًا، ستنتج نتيجة واحدة، وهي أنه الاسم الــذي سمعناه فــي أمـــاكن الحوادث هـــو اسم “شاب” وليس صفة كمـــا كنا نفترض.

أجاب الزيني علــى الأمر وهـــو لا يزال يتجه الية “فايز”.

ـ مـــا تقوالية سليم، وتقريباً يشير الشك إلــى الشخص الــذي يقوم بالعمل، ولكن اليةة؟ ولمـــاذا؟

وقد توقف عن الكـــلمــات وهـــو يلفت نظره الية الأشخاص الــذين كانوا يقفون، ثـــم استأنهف كـــلمــاته وطرح سؤالًا.

ـ هذا الشاب مـــن اهل الحارة؟

تكـــلم شخص مـــنهم ورد علــىه:

ـ نعم يا باشا.

واكمل كـــلمــاته راجل اخر:

ـ هذا زينة الشباب والالية.

بعــد أنه نظر وراءه، تفكَّر فــي عمـــارة صغيرة مكونة مـــن ثلاثة طوابق واستكمل حديثه.

ـ زينة، الشابة الوحيدة لأمها، تعيش فــي هذا العمـــارة. لكنها تجلس فــي سريرها ولا تستطيع النهـــوض بسبب السكتة التــي أصابتها بعــد وفاة زوجها. يقيمون فــي شقة فــي الطابق الثاني، الــذي تركه اليةا والده قبل وفاته. هـــو الطلبة فــي السنة النهائية فــي الجامعة، ولديه صديق يعيش فــي الحي نفسه ويدرس تقريبًا نفس التخصص.

قطع كـــلمــاته الزيني:

ـ ومـــن صارومـــانسية حبه هذا؟.. تقدر تحضره لي؟

نرجو استخراج مـــن فضلك، إذا كان الرجل نفسه هـــو الشاب المحروق الــذي يعيش فــي بداية الحارة وهـــو صارومـــانسية حب وشقيقه، هل رأيته عند وصولك؟ الشاب يدعى “إسلام”.

هز رأسه بدهشة مـــن مجموعة الألغاز التــي تراكمت علــى ذهنه، وفــي هذه اللحظة وصلت أخبار للزيني بوصول “وكيل النيابة” إلــى الحي، ومع وصوالية.. ستأخذ الجريمة أو الجرائم مـــنعطفًا حديثًا، مـــنعطفًا يتضمـــن التحقيق مع أهل الحي وأخذ أقوال أهالي المتوفــين.. وقبل كل ذلك، ستأخذ أقوال المشتبه به الأول، “فايز”، مـــا لم يتبين العكس.

لم تتوصل التحقيقات النيابية مع “فايز” إلــى أي إجابة واضحة تساهم فــي سير التحقيق. تعقدت هذه القضية بشكـــل أكبر وليس فقط ذلك، بل كان يتحدث باليةة غريبة، بأسلوب يفتقد العقل ولا يدرك مـــا يقول.

ونظرًا لعدم استقرار حالته، وخاصة حالته النفسية الممتلئة بالقلق والارتباك وااليةلع غير المفهـــوم السبب، أمر وكيل النيابة بتحويالية إلــى مركز الرعاية النفسية لاختبار قدراته العقلية واستمرار التحقيق مع أهالي القتلى. ظهرت فــي مركز الرعاية النفسية مفاجآت.

 

تحولت حادثة الحارة إلــى قضية عديدة، قضية محيرة تثير الجدل. تساءل الناس عنها بلا نهاية أو إجابة. وبالطبع، مع التساؤلات يحصل استدعاء وحش الشائعات الــذي يظهر فقط عند اللزوم ليهاجم أي شيء أمـــامه. لا شيء يفوق الشائعات فــي حوادث هذا النوع. والنتيجة النهائية لكـــل ذلك هي عدم وجود أكثر مـــن إرباك عارض، واستمر الإرباك حتى ظهرت وجوه حديثة تغيرت فــيــها ميزان القضية. “خيري وبشير” أصبحا أصدقاء قريبين لـ “فايز” مع “إسلام” الــذي كان يتصارع مع الموت فــي العناية المركزة. وعند استمرار التحقيقات، تم إختيار أنهم كلًا مـــن عصابة “فايز”، وطُلبت فورًا استدعاؤهم للتحقيق، ولكن لم يصدقهم أحد لأنه الأشياء التــي قالوها ليست مـــنطقية. وذلك عندمـــا تحدثوا عن اللحظات الأخيرة التــي قضوها معًا، بالإختيار قبل ارتكاب الجرائم بنصف ساعة.

فــي أحد الأوقات، وأثناء استجوابهم مـــن قبل النيابة، كانت تجد هناك أحداث أخرى تجري فــي مكان آخر، وهـــو داخل “المصحة النفسية”.. فــي تلك الأثناء، كان تجد هناك شاب فــي بداية الثلاثينات يشير إلــى رجل يقف علــى بُعد خطوات.

ـ نجيب، يا نجيب.

اتى ناحيته الرجل وهـــو يمد فــي خطوته:

ـ نعم يا دكتور، اؤمرني.

أجاب الدكتور النفسي المسؤول عن متابعة حالة “فايز”.

فــي حيث اليومين السابقين، لم يحصل أي تطورات حديثة فــي حالة “فايز”؟

رد الرجل او الممرض:

ـ لا، يا دكتور، هـــو لا يزال فــي حالة سيئة مـــنذ دخوالية، فجسمه يرتجف طوال الليل وينهض يصرخ، ولولا الدواء المهدئ لمـــا توقف الصراخ.

هز الدكتور راسه:

متميز، ابقَ علــى اطلاع دائم ولا تغادر حيث اليوم، وإذا دخلت المستشفــي خــلال نصف ساعة، سوف استلمها وأسجل الــبياناتها، وسوف تظل تحت اشرافــي ومراقبتي.

رد “نجيب” وهـــو يسأل الدكتور:

ـ وهذا ايضا نفس حالة “فايز”؟

لا لا، حالة “فايز” مجرد اسم للوضع الــذي يعاني مـــنه! إنه مصاب بالاكتئاب بسبب الوضع التــي تعرض اليةا، سوف أتابع حالته حتى يتحسن ويتعافــي.

هز الممرض رأسه، ثـــم توجه الدكتور إلــى مكتبه ودخالية. وبعــد نصف ساعة، استقبل “نجيب” المريض الــذي أشار إليه الدكتور، وسجل الــبياناته فــي سجل المستشفــي وعرف أنه اسمه هـــو “عمر”. فــي هذا الظل، قام بالاتصال بالدكتور وقال الية:

مريض الاكتئاب الــذي أخبرتني عنه وصل إلــى المستشفــي، وقمت بالتسجيل كل الــبياناته بالكامل، فــي إمـــارة…

قطع كـــلمــاته الدكتور:

لا أرغب فــي الإمـــارات أو أي مكان آخر، دخل الممر كمـــا قلت لك حتى أتعامل معه.

ـ لايوجد  اي علاج او ادوية ياخدها؟

رد علــىه الدكتور بحزم:

ـ نفذ الــذي قولت لك علــىه فقط.

فعلاً، قام “نجيب” بأخذ المريض ومرافقته إلــى غرفة العناية المعلنـــة به وتركه وخرج. وبعــد خروج “نجيب”، بقي المريض المصاب بالاكتئاب ينظر حوالية بقلق، كان يفحص وجوه المرضى الأربعة الآخرين الــذين يتواجبدون معه فــي العنبر. بقي ينظر إليهم بتركيز حتى وقعت عينه علــى شاب يظهر قلقًا أو توترًا، يمكن أنه يزيد، وذلك بسبب علامـــات القلق التــي تظهر علــى ملامحه وعينيه المتلبسة التــي تنظر حوالية بذعر. تخميناً، افترض أنه يشبهه فــي مرضه، فقام بالنهـــوض مـــن سريره واتجه اليةه، ووصل إلــى جانب السرير وجلس بحذر شديد وبدأ يتحدث بصوت يادوب يسمعه “فايز”.

ـ انا عمر.

انتظرت مـــنه رداً، ولكن لم أجد سوى نفس الانظار التــي تحولت مـــن الخوف إلــى الرعب، وأالعودة تكرار كـــلمــاته وزاد علــىه بسؤال:

ـ انا عمر، مـــا اسمك؟

عندمـــا يشعر الإنسان بالخوف، يبدأ فــي التحرك الية مصدر الأمـــان، حتى لو كانت بعيدة عنه بأميال. فاليةة بالضبط سيحدث وضع شخص مثل “فايز” عندمـــا يرى هذه الطاقة علــى بعــد خطوات مـــنه؟ بالتأكيد ستتغير الأمور. وهذا بالضبط مـــا حدث، جدير بالذكر بدأ “فايز” يعيد االيةدوء ويتجاوب مع “عمر”.

ـ انا “فايز”.. اسمي “فايز”.

ـ انت  تجد هنا تتعالج مـــن الاكتئاب؟

رد علــىه وهـــو بيهز راسه بالنفــي:

لا، لست عارفًا لمـــاذا أنها تجد هنا؟.. إنهم الــذين قتلوهم، فمـــا هـــو ذنبي؟

عندمـــا قال “فايز” جملته، شعر عمر بالارتباك والتوتر، بالبالاضافة لذلك إلــى الحيرة التــي صادفته بين مواصلة المحادثة معه أو انسحابه مـــن الحوار بالكامل. ولكن فــي لحظة، قرر أنه يستمر، وذلك بسبب العفريت المختبئ داخل عقل كـــل إنسان، والــذي يُسمى “الفضول”. العودة ورسم االيةدوء علــى ملامحه حتى يحصلكن “فايز” مـــن إكمـــال كـــلمــاته، وبالفعل قام بذلك.

كان الظل عند النصف ليلًا تقريبًا، والجو كان هادئًا، ساكنًا بسبب برودة الطقس أو ربمـــا بسبب حزن الناس طوال الليل. بغض النظر عن الأسباب، كان هذا دافعًا مهمًا للظهـــور والتحدث.

رد علــىه عمر بأستغراب وسأالية:

ـ هي مين؟

ـ احلام.

استغرب “عمر”، بس لحقه “فايز” وقال:

استنكأنها عندمـــا وصلنا إلــى مكان مظلم، قفزت ونظرت حواليةا، وكانت مستعدة للانتقام مـــنه.

ـ انتقام!!.. لمـــاذا؟

“مـــن قتاليةا؟”

“هل تفكر فــي الانتحار؟”… لكنه أجابني قائلاً:

“أنها فعلت الية مـــا فعلته لأنه أجرى لي كـــلمة، وهذا ايضا الــذي اقوالية، وحتى بعــد مـــا علمت الحقيقة، بقى فــي ايده كدبة مخبية ولايوجد شخص يثق فــيــه بعــدها.”

قلت لك لن أسمح لك بالاستمتاع يا اسلام، لقد فعلت مـــا فعلت وتركتني أواجه مصيري أمـــام عائلتي. مصيري الــذي سيحدث إمـــا العار أو الموت.

رد علــىها “اسلام” وهـــو بيترعش مـــن الخوف:

ولكنني لم أجبرك علــى أي شيء، كـــل مـــا حدث بيننا كان بموافقتك.

قاطعت كـــلمــاته:

كنت علــى استعداد لتضحية نفسي لأنهني أرومـــانسية حببتك، ولكنك لم تظهر كرجل حتى لا تغادرني. لذلك، كان علــى أنه أواجه مصيري بمفردي وأعاني بمفردي، وحيث اليوم ضروري أنه تجرب نفس المصير الــذي تذظله.

بعــد مـــا قيل الية كـــلمــاتاً لم يكن لديه الالفرصة للتعبير بكـــلمة، اقتربت مـــنه وسكتته وأحرقته، أه.. أه.. مـــا هـــو السبب فــي وفاتها.

رد “عمر” علــى كـــلمــات فايز:

ـ يعني احلام دي ميته؟

ـ ايوه اومـــال انا بقول ايه.

تميز الحوار بغرابته وغموضه، وظهرت حوالية العديد مـــن علامـــات الاستفهام. ومع ذلك، قرر “عمر” أنه يستمع بانتباه إلــى الحديث الآخر، ومـــن جانبه، لم يفوت “فايز” الالفرصة واستمر فــي التحدث.

كانت النار تتغذى علــى جسد “إسلام” الــذي كان ملقى علــى الأرض، وبالقرب مـــنه، رفعت عينيها الية بيت وسارت اليةه.

قاطعه عمر:

ـ احلام برضه؟

“لا ، ليس أحلام بل مـــاريا. يعني لقد ذهبت 

انتظروا الجزء الثالث

زر الذهاب إلى الأعلى