قصص وروايات

(رحمـة) قصة قصيرة رومـــانسية حزينة بقلم أسمـــاء صلاح أبو خلف

رحمـة
يقولون الرومـــانسية حب أعمى، لكني لم أصدقهم، حين أرومـــانسية حببتك رأيتُ فــي الدنيا حياة كنت زاهدًا بهـــا.
وكأنه عينيكِ أحييت فــيني شخصًا لم أكن أعرفه.
تصمت الأصوات عندمـــا تناديني: آدم، 
فابتسم لك أيا قلب آدم هلُمِ

حين تضعين رأسك علــى كتفــي ينتفض قلبي الصغير مـــنتشيًا.

قبلك كنت ضائع فــي الدنيا بلا أهدافك.
أمـــا بعــدك فضعت فــيك وأصبح أهدافكي أنهت وحدك.

اليةذا أمسكت بفأسي وضربت أرضي أزرع لأحصدك.
حياة معك هي كـــل مـــا تمـــنته روحي!
عملت حتى تشققت يدي.
وأنهت كنت قربي تبتسمين لي فتشحنين جسدي االيةزيل لأستمر لأجلك.

ترفعين كفك بالدعاء  فتنفضين عني غبار الالأيام.
فاليةة يحدث كـــل هذا إدعاء؟

هل كنت أعمى فــي رومـــانسية حبك أم أنهك كنت شديدة الذكاء!
تساءلتُ متخبطًا حين أتاني خبر سفرك.
سألت لمَ رحلت وتركتني؟ 
وكنت مستعدًا لأذهب ورائك بحور الأرض كـــاليةا! 
أوقفوني أبناء الحي وكأنهم يشمتون بي ويسخرون مـــن رومـــانسية حبي.
أنهك سافرت وستتزوجين ابن عمتك..
ليلتها لم أستطع النوم، كانت روحي تغلي داخلي، وكأنه بركان سكن جسدي!
أخذ يغلي ويفور
حينها أبصرت أرضي ورأيت حصادي الثـــمين
أحرقته وأحرقت يدي التــي شقيت بهـــا لأجلك!
حلفتك بالالية ظلها وكأنهي أحادث روحك التــي سكنتني، بالالية أخبريني هل أرومـــانسية حبك مثلمـــا أرومـــانسية حببتك؟
أداعب شعرك بيديه، وسرق مـــني أمـــنيتي؟
هل ضمك لصدره كمـــا ضممتك لروحي؟
حفظتك جواري فلم أمسك بسوء. 
حتى تكونين لي.
مسكت التراب وحولته ذهبا لأجلك!
صنعتُ مـــني إنسانا لأليق بقلبك الــذي مـــا كنت أرى مثالية.
كنت أتسائل أي رقة قلب تملكها فتاتي.
أي طيبة زرعها الالية بفؤداها.
أي رحمة مـــنحها الالية لروحها فأفاضت بهـــا علــى مـــن حواليةا
وأجيب نفسي اليةة لا تكونين رحيمة وأنهت رحمة.
كنتُ كـــلمـــا استقيظت أهمس لنفسي باسمك وأضيف الية ياء ملكيتي لك
رحمتي
فأهلا بصباح يحمل اسمك بين شفتي.
حين أحرقت محصولي وأحرقت أنهت روحي بيدك
أبت أمي ألا تزوجني وقد رأت بعينيها موتي وأنها حي بعــد رحيلك!
تزوجت وأنهجبت وصار لي حفــيدة سميتها باسمك.
أهمس اليةا صباحًا “رحمتي” فتقفز لأحضاني ضاحكة.
مشاغبة مثلك
لكنها تملك قلب كالألمـــاس مثل قلبك.
عطوفة هي كأنهت!
فهل العودةت لي روحك خلااليةا؟
لم لم تخبريني؟ 
لم لم تدعيني أخذ قراري معك بنفسي. 
كنت سأخبرك أنهي لا أريد أطفالا إن لم يحدثوا مـــنك، كنت تكفــيني. 
ها أنها ذا أمـــامك أبكي! 
كبر عيالي ولكني مـــا زلت وحيدا بدونك. 
لم تغادري وحدك بل ذهبت روحي معك! 
رومـــانسية حبييتي أنهت، روحي أنها، نبض قلبي وإشراقة دنيتي. 
أيا رحمة لم أرى اليةا مثيلا. 
اليةة تموتين بدوني؟
علمت كـــل شيء؛ تعالجت فــي المدينة. 
عدت لي سعيدة تخبريني السبب الحقيقي لذهابك. 
وتجد هناك فــي البعيد وقفتِ تراقبيني وأنها أضع يدي بيدً أخرى غير يدك التــي حفظتِها لأجلي! 
أتخيلك ظلها اليةة تبكين وحيدة، يرتجف قلبك كعصفور صغير سقط عن سربه. 
أراك اليةة تمسحين دموعك عن وجهك الفتي
تبتسمين مـــنكسرة وتعودين لمدنتك محطمة الفؤاد
مـــا يطمئنك فقط أنهي بخير! سعيد بحياة لست فــيــها؟ 
اليةة ظننت ذلك. 
كنت اقتحمي سالعودةتي المزيفة تلك، اصفعيني خذي كفــي بين يديك
أقسم لك كنت طاوعتك بدون استخراج أسبابك أو استجوابك  
كان يكفــيني أنهك عدت لتكوني لي أنها. 
أيا رحمتي اليةة فهمت أنهي قد أكون سعيدًا  بدونك
اليةة أكون أنها إن لم تكوني أنهت؟ 
رحمة ألقاها الرب فــي اليةي، فرحلت عني ورحلت عنها.
إن سألته ذليلاً أنه يجمعني بهـــا، يقوم؟ 
يارب   
قال جملته الأخيرة باكيًا حتى تكاد تسمع صوت روحه المتحشرجة. 
تَنفس وكأنه روحه تحضر.
شهق شهقةً اليةـــواليةا تظن أنه الموتى جواره استيقظوا! 
خر رأسه علــى قبر رحمة 
مستسلمًا لموتٍ لا ينازعه، وكأنه كان يبتسم أخيرًا بعــد طول بكاء.
وكأنه روحه ترد إليه، لا تسلب مـــنه!.

إن أعجبتك القصة فاضغط تجد هنا  

لقراءة قصة “انتحار علني” 

لمزيد مـــن القصص الواقعية والمؤثرة زوروا الموقع الالكترونينا. 

زر الذهاب إلى الأعلى