Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the accelerated-mobile-pages domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/kpopnaco/TwiceMaroc/wp-includes/functions.php on line 6121

Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the sharethis-share-buttons domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/kpopnaco/TwiceMaroc/wp-includes/functions.php on line 6121

Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the fast-indexing-api domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/kpopnaco/TwiceMaroc/wp-includes/functions.php on line 6121

Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the rank-math domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/kpopnaco/TwiceMaroc/wp-includes/functions.php on line 6121

Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the web-stories domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/kpopnaco/TwiceMaroc/wp-includes/functions.php on line 6121

Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the breadcrumb-navxt domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/kpopnaco/TwiceMaroc/wp-includes/functions.php on line 6121
جسور - الحلقة الأولى - Twice - توايس صور حصرية
قصص وروايات

جسور – الحلقة الأولى – Twice

شهر يونيو طويل جدا – ككـــل عام – ، تبدو بعض الأشهــر أطول مـــن غيرها رغم أنه الفارق قد يحدث يومـــا واحدا .. مفارقة عجيبة أنه تمر السنين علــى عجل و تطول الأشهــر و الالأيام ، لينا التــي ولدت سنة 1996 قد بلغت بحلول 2024 أربعا و عشرين سنة ، لكنها لم تشعر بهـــا إلا و هي علــى أعتاب تخرجها مـــن الجامعة ..  حلم شائع لا يسقط بالتقادم أنه تصل إلــى نهاية ذلك الالية و إن كان القادم بعــده مجهـــول المعالم  .. كانت لتصنع حفلا بهيجا يضيء سمـــاء حيها فــي أطراف مدينة الجسور المعلقة ، كانت لتحدثايل علــى أنهغام تمجد مسيرها كـــل صباح فــي تلك الأحياء العتيقة بحقيبة ظهر مثقلة ، كانت لتصنع كعكة بقبعة تتسدل مـــنها خيوط ذهبية لولا أنه وباء قاتلا قد داهم الأرض و جعل كـــل شيء مؤجلا إلــى حين . 

                              »»»»»»»»»

كانت الساعة تشير إلــى الثانية زوالا ، لا شيء كالمألوف ، الحياة التــي اعتادت أنه تتنفس فــي الأجواء قد أرخت قبضتها ، كأنه ارتخاء تعب ، كأنها قد أفلتت بعض رومـــانسية حبااليةا  لتقابل الموت عن قرب ، إنهمـــا متقاربان جدا ، بل إن الموت يكاد يبسط أجنحته مسيطرا ، الطرقات تبعث صداها مـــن فراغ إلا مـــن المضطرين ، الأفواه و الأنهوف مكممة خشية أنه يتسلل ذلك الزائر الــذي أتى ضخمـــا مريعا إلــى الأجساد ، لقد كان خطيرا بدرجة أولئك الأشخاص الــذين يدسون الكيد فــي ثنايا العبارات الطيبة ، لقد كان يتسلل مع الأنهفاس و النسمـــات . 

كانت لينا تنتظر الحافلة التــي ستقاليةا إلــى البيت فــي إحدى الشوارع التــي يتخذها سائقو الحافلات كمحطات ثانوية ، لم يكن المكان مكتضا كالعودةته ، أربعة أشخاص فقط متفرقين بمسافة تقارب المتر ، يشك كـــل واحد مـــنهم فــي إمكانية أنه يحدث البقية يحملون الوباء ، إلا تلك العجوز الطاعنة فــي السن ، يبدو أنها لا تقيم للقصة وزنا و تضرب كل التوصيات عرض الحائط ، عجوز هرمة تنتظر الحافلة هي الأخرى ببدون أي احتياطات وقائية ، تتكئ علــى عكاز معوج مدبب فــي نهايته ، ينسدل بعض مـــن شعرها الأبيض علــى جوانب جبهتها و يحجب الباقي مـــنه ستار أسود مـــن دورتين و ترتدي فستانا أسودا ببدون تفاصيل . لا يظهر جليا إن كانت قصيرة القامة أم أنه عمرها قد صنع فــيــها انحناء و تقوصا بتر بعضاً مـــن علوها . مدت لينا يدها إلــى حقيبتها و تناولت قناعا واقيا حديثا و أشارت إلــى السيدة العجوز أنه ضعيه ، لكن العجوز ردت طلبهـــا يمرح و ابتسام : ليبق عندك ، كم بقي لنا مـــن العمر كي نخشى أنه نموت ؟ 

جاءت الحافلة ، صعدوا واحدا تلو الآخر ، كان السائق ممتعضا بعض الشيء ، فهذا الوضع قد خيره بالعمل إمـــا مع قلة مـــن الركاب و إمـــا ألا يعمل أبدا ، و هـــو الــذي اعتاد ألا يجد سالعودةته المـــفيه إلا فــي الازدحام ، حتى يكاد قابض المـــال الــذي يعمل لديه لا يجد مكانا يقف فــيــه .. جلست لينا فــي مقعد فــي الوسط و جلست السيدة العجوز خلقها تمـــامـــا و تفرق البقية فــي المقاعد الخلفــية و الأمـــامية متباعدبن . أشار السائق إلــى السيدة العجوز بوضع القناع الواقي كي لا يحصل تغريمه فــي الحاجز الأمـــني لكنها ردت كالمرة الأولى ، إنها لا تضعه أبدا و لا يهمها مـــا قد ينحر عنه ، كأنها لم نختبر رهبة أنه يحصل الإعلان عن أول مصاب فــي الحي ، كأنها لم تجرب تلك القشعريرة و هي ترى الأخبار العاجلة تتوإلــى فــي التلفاز و تعلن عجز العالم بكـــل جنونه العلمي و غطرسته التــي بلغت عنان السمـــاء عن كبحه ، كأنها لم تفقد قريبا و لم تخش موت عزيز ، كأنها لا تملك ضميرا يغرس أنهيابه فــي عنقها إن أصبحت سببا رئيسا فــي موت أحدهم ، كأنها شيء مـــن االيةامش لا تأبه بمـــا يحصل داخل عرض المشهد . 

كرر السائق طلبه  فرفضت مرة أخرى ، فمـــا كان مـــنه إلا أنه خيرها بين وضع القناع الواقي أو النزول ، تناولت لينا القناع الواقي مـــن حقيبتها مرة أخرى و ناولتها إياه الطلبةة مـــنها بلطف أنه تضعه كي لا تعرض حياتها و حياة البقية للخطر ، و كي لا تضع السائق فــي مشكـــلة مع رجال الأمـــن ، حضرت  قناعتها الراسخة بعناد المسنين الــذي يشبه نرجسية عمرية تتغذى علــى الثقة المفرطة مـــن خبرات السنين الغابرة ، فضاعفت لطفها حتى قبلت بشرط ألا تضعه  إلا عندمـــا يقتربون مـــن الحاجز ، بدا الأمر مقنعا بعض الشيئ للينا التــي توسطت الأمر مع السائق فتقبل الأمر باستياء شديد بعــد مد و جزر . 

كان يوم السائق سيئا ، فقد بلغه صباحا أنه شقيقه الــذي يقطن بمدينة أخرى مصاب و حالته غير مطمئنة أبدا ، لذلك بدا حقده جليا علــى الوباء و زاد حدة مع رفض السيدة العجوز وضع القناع الواقي ، و أخذ يحصلتم عبارات غير مفهـــومة يخرج بهـــا بعضاً مـــن الضغط الــذي يخنقه ، حتى مروا بحي أسدل الموت ستائره علــىه ، جنازتان فــي حي واحد ، سيارتا اسعاف متوقفتان أمـــام بيتين متجاورين ، لا كراسي مصطفة ولا حشود معزية تخفف مـــا يذبح أهل الجرح ، لا أكتاف تسند الرؤوس المثقلة و لا أنهامل تمسح العيون الدامعة حد الثـــمـــالة . الوباء الــذي فرق الأحياء المتراصة و جعل المتر يبدو ميلا ربمـــا قد يلم شملا هذه المرة بأنه يرقد الجاران متجاورين فــي المقبرة . 

نظر السائق فــي المرآة فإذا بالسيدة العجوز ترشق عيناها هي الأخرى اليةه، كأنها قد خبرت حديثا مؤجلا لمحته فــي نظراته المتكررة ، خاطبهـــا بتذمر : 

“ مـــا ترينه هراء أليس كذلك ؟ ذلك الألم تجد هناك هراء ؟نحن نتقاسم هذا المصير شئنا أم أبينا ، القليل مـــن الجهل قد يقتلنا كلا ” 

تنهد بعمق و أرفق   التنهيدة زفــير طويل ، خاطب فــيــه نفسه عنها  حتى بانت علــى وجهه لغة الملامح الفاضحة : 

“ إن كان لأحد نصيب مـــن جهلك فأتمـــنى أنه يحدث أبنك بدلا مـــن شخص آخر لتختبري نتيجة عنادك .. ” 

تمـــالك نفسه سريعا و هـــو يرى انسلاخه  عن  طبيعته المسالمة  ، كأنه مسافة الإنسلاخ قد امتصت الغضب  الــذي قاده إلــى ذلك الرجاء الكاذب  ، استمر فــي حديثه الداخلي متعوذا مـــن الالأيام التــي يقابل فــيــها أشخاصا بلا أبالعودة إنسانية ..   حتى قاطعته السيدة العجوز : 

“ لو لا أنه لي شيئا لا أستطيع تركه لمـــا ركبت حافلتلك ، أمـــا أطفالي فقد فقدتهم ،  أنها ابنة الترامتميزيا ، يمكنك أنه ترتاح ” 

زر الذهاب إلى الأعلى