المـــنزل الــذي لا يُسكَن – Twice

المـــنزل الــذي لا يُسكَن
المقدمة :
فــي رياح الغموض التــي تتسلل بين جذور الأساطير وظلال الليل، تمتزج حكاية “المـــنزل الــذي لا يُسكَن”، بتلك اللحظة الفارغة بين الواقع والخيال. تكمـــن أسرار هذا المـــنزل الجبلي فــي ألواحه الخشبية القديمة ونوافذه الساكنة.
فــي قمة التل االيةادئة، قررنا – ثلاثة أرواح شابة مشوقة بالفضول – الولوج إلــى هذا العالم القديم، الــذي يحمل أسرارًا لم يسمع بهـــا سوى الرياح والأرواح الشجية. كانت ليلة صيفــية هادئة، لكنها تحمل فــي طياتها أحداثًا لا يمكن تصورها.
فتـــحنا الباب ببطء، وكأنتجد هنا دخلنا إلــى بوابة زمـــنية مظلمة. كانت الأساطير تتردد فــي ذهننا، ولكن الفضول أكبر مـــن الخوف. كـــل خطوة نخطوها تقربنا أكثر مـــن أسرار هذا المكان، وكـــل نفس نستنشقه يمزج برائحة المـــاضي والتاريخ.
وهكذا، بينمـــا تخترق الليالي الصامتة لتروي قصة هذا المـــنزل المهجور، نكتشف أنه الأرواح لا تبحث عن السكن فــي الغموض فقط، بل تجد فــي قلب هذا المكان المهجور مأوىً لذكريات تبقى خالدة، ولروح تعيش بين أسواره الخشبية، فــي انتظار أنه يتسلل إليها الباحثون عن قصص لا تنتهي.
القصة
نعيش كلًا فــي حكايات قديمة، جدير بالذكر يتسلل الفضول إلــى قلوبنا ويدفعنا لاستكشاف أسرار الأمـــاكن المهجورة. كانت لديّ حكاية خاصة، حكاية حول “المـــنزل الــذي لا يُسكَن”.
كان المـــنزل واقعًا فــي قمة التل، يبدو وكأنه تحفة فنية مهجورة. لم يكن الية تاريخ طويل مـــن السكان، وكـــل مـــن حاول الإقامة فــيــه اختفــي بدون أثر. كانت الأساطير تتحدث عن صرخات تخترق الليل وأنهفاس تتسلل مـــن الظلام.
لطالمـــا كنت مولعًا بالغموض، وهذا المـــنزل كان الفرصة لا يمكن تفويتها. دعوت أصدقائي، ميا وجون، للمشاركة فــي هذه المغامرة. قررنا أنه نزور المـــنزل فــي ليلة هادئة مـــن ليالي الصيف.
وصلنا إلــى المـــنزل فــي مـــنتصف الليل، وكـــل شيء كان هادئًا. فتـــحت الباب ببطء، ودخلنا االيةالة المظلمة. لم يكن تجد هناك أي صوت سوى خطواتنا االيةامسة وهمسات الرياح المحملة برائحة الرطوبة.
عندمـــا وصلنا إلــى الطابق العلوي، بدأت نغمـــات غريبة تتسلل إلــى أذنينا. كانت كأنها صرخات بعيدة، لكنها كانت أكثر تعقيدًا، كأنها لغز يحاول حلاً. زادت الأصوات واضحة، وأدركنا أنها تأتي مـــن إحدى الغرف.
فتـــحنا الباب بحذر، ومـــا رأيناه كان مدهشًا. كانت الغرفة مكتظة بالكتب القديمة والمخطوطات. كان تجد هناك كرسي فارغ فــي مـــنتصف الغرفة، وكانت الصرخات قادمة مـــن داخالية. فــي لحظة مـــن الدهشة، رأينا أشكالًا غامضة تتلاشى فــي االيةـــواء.
اندفعنا للخارج، وبينمـــا نمشي فــي الحديقة، شاهدنا أضواء تلمع فــي الظلام. كانت صورًا للعائلات والأطفال. تبين لنا أنه هذا المـــنزل لم يكن مهجورًا، بل كان مأوى لأرواح تبحث عن قصص لتشاركها.
كان المـــنزل ينبض بالحياة مـــن حديث، وأدركنا أنه لا يُسكَن بالطرق التقليدية، بل يُسكَن بالذكريات والقصص. بينمـــا غادرنا تلك الليلة، كانت الصرخات قد تحولت إلــى ضحكات وهمسات سعيدة.
وهكذا اكتشفنا أنه المـــنزل الــذي لا يُسكَن هـــو فــي الواقع المـــنزل الــذي يعيش فــيــه الأرومـــانسية حباء الــذين فقدناهم، والــذين يبحثون عن مـــن يشاركهم قصصهم.