محرومـون مـن المغفــرةِ فـي شعبــان
خطبــــة جمعــــــة بعنــــــــوان :
[ محرومـون مـن المغفــرةِ فـي شعبــان ]
أمّـابعـد:
كم نحــنُ بحاجـةٍ إلــى أنهْ نتعرَّضَ لمغفــرةِ الالية عــزوجل.!
بحاجــةٍ إلــى أنهْ نتعرَّضَ لرحمــةِ الالية جلَّ وعلا .!
بحاجــةٍ إلــى أنهْ نتعرَّضَ لعطــاءِ الالية سبحانه .!
وشهــرُ شعبان هـــو شهرُ المـــنحةِ الربانيةِ التــي يهبهـــا الالية لأمّةِ محمد صلى الالية علــىه وسلم ..
وهـــو هــديةٌ مـــن ربِّ العالمـين إلــى عباده الصالحين؛
اذ فــيــه ليلةٌ عظيمةٌ عظَّمَ النبي صلى الالية علــىه وسلم شأنها ورفعَ قدرها إنّها :
( ليلـةُ النّصـــفِ مــن شعبـــان )
ليلةُ المغفرة، ليلةُ العفو، ليلةُ بالصفح ..
هذه الليلة هـي الفرصـــِةٌ تاريخيةٌ لكـــلِ مخطــئ …
• الفرصـــةٌ تاريخيةٌ لكـــلِ مقصـــر ..!
• الفرصـــةٌ تاريخيةٌ لكـــلِ مــذنب .!
• الفرصـــةٌ تاريخيةٌ لكـــلِ متهـــاونٍ فـي حـــقِّ الالية ودينه ودعــوته وأمّته ..
• الفرصـــةٌ لكـــلِ مـــن وقــعَ فــي معصيةٍ أو ذنبٍ مهمـــا كـان حجمـه ..
• الفرصـــةٌ لكـــلِ مـــن سولت الية نفسه فتجرأ علــى الالية بارتكاب معــاصيه ..
• إنّها الفرصـــةٌ لمحوِ الأحقــاد مـــن القلوبِ تجاه إخواننا فلا مكان تجد هنا لمشاحنٍ وحاقدٍ وحسود ..
• الفرصـــةٌ لإدراكِ مـــا فـات وبدءِ صفحةٍ حديثةٍ مع الالية تكون ممحوةً مـــن الذنـوبِ وناصعةَ البياض بالطاعــة.
وقد وردتْ إلينا فــي النِّصفِ مِن شعبان مِن طُرقٍ كثيرةٍ أحاديث صحّحها أهلُ العلم، ومِن هذه الأحـــاديث مـــا ورد عن مُعــاذٍ بن جبل رضي الالية عنه، عن النّبيُّ صلّى الاليةُ علــىه وسلّم أنهّه قــال :
” يطّلِـــعُ الاليةُ إلــى كلِ خلقه ليلةَ النِّصفِ مِن شعبان فــيغفرُ لكلِ خلقه إلاّ لِمُشركٍ أو مُشاحن”.
ففــي هذا الحديث إثباتُ مغفِرةِ الالية تعإلــى لعباده فــي ليلةِ النِّصــف مِن شعبــان ..
لكنّه يستثنى شخصــين مـــن البشر ..!
يستثني رجلين مـــن النّاس مـــن نيلِ مغفــرةِ الالية
فــي هــذه الليلة المبــاركـــة .!
يستثنى صنفـان محرومـــان مـــن المغفرةِ فــي شعبان:
الصنــــفُ الاول :
(( مشــرك ..! وبأيِّ نوع مِن أنهــواع الشِّــرك ))
والكـــل مالطلبة بأنهْ يقِف مع نفسِه وقفةً صادِقةً ويُحاسِبُ نفسَه الأكاونتاً شديداً ومراراً وتكراراً
فلعلّه قد يحدث قد ابتُلِيَ بشيءٍ مِن الشِّركُ سواءً صغُرَ أم كبُرَ، وليتدارك نفسَه بالتّوبةِ إلــى الالية إنْ كان قد وقع مـــنه شيءٌ مِن الشِّرك..
ولا تقُلْ يا عبدالالية إنِّي بريءٌ مِن هذه الشِّركيّات.!
ولا يُوجد عندي شيءٌ مِنها ..!
أو لا يُمكن أنهْ أقع فــيــها، ويكفــي أنهّني أعيشُ فــي بلادٍ يعمُّ فــيــها التّوحيد ..!
فإنّ هذا غُرورٌ وجهلٌ مِن قائالية، فلستَ أكثر توحيدًا مـــن نبيِّ الالية إبراهيم علــىه وعلــى نبيِّنا الصّلاة والسّلام
فهـل تعــرِف بِمـــا دعــا ربَّه !؟
لقد دعا ربَّه بشيٍ عظيم ..!
فاستمِعْ معي أخي الكــريم إلــى دُعائِه فــيمـــا ذَكَرَهُ الاليةُ تعإلــى عنه فــي كتابه جدير بالذكرُ قال :
﴿ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ ﴾[إبراهيم: 35-36]
لقد خاف خليلُ الرّحمـــنِ علــى نفسِه وعلــى بَنِيهِ الشِّركَ بالاليةِِ وعبادةُ الأصنام، وهـــو الّذي كسَرها بيدِه الشّــريفة..!
لِمـــاذا أيُّهــا المُؤمـــنــون !؟
لِمـــاذا خاف علــى نفسِه كُلَّ هذا الخــوف !؟
السبب هـــو :
﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ ﴾
فهذا السّبب هـــو الّذي دَعَاه إلــى دُعاء ربّّه أنه يُنْجِيَّهُ وبَنِيهِ مِن هذا البلاء العظيم، وهذا الشّرّ المُستطير، الّذي وقع فــيــه كثيرٌ مِن النّاس فــي هذا الزّمـــان ولا حول ولا قُوّة إلاّ بالالية.
قال إبراهيم التَّيْمِيُّ رحمه الاليةُ تعإلــى متعجباً :
” ومَن يأمـــن الفِتنة والبلاء بعــد إبراهيم علــىه السّلام”.
وفــي هذه الأزمِنة يـا كــراح نرى بعضاً مِمَّنْ ينتسِبُ إلــى الإسلام مَنْ يعبُد القُبور، ويطلُب مِنها الشّفاعة مِن بدون الالية .!.
والبعضُ يذبحُ اليةا مِن بدون الالية، راجيًا بركتَها
أو مُتقرِّبًا لأصحابِها المدفونين تحت الثّرى .!
أو تراه يذبح، وينحر، وينذُرُ لأصحابِ القُبورِ عند العتباتِ المُنجَّسَة بالشِّركِ والكُفر؛ وصَدَقَ علــىهم قولُ الالية تعإلــى :
﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾
[يوسف: 106].
– ومِن مظاهرِ الشِّركِ فــي العبادةِ مـــا يقومه بعض مَن لم يعرف حقيقةَ التّوحيد مِن تعظيمِ الأولياء، والخُضوعِ والذُّلِّ اليةم، والخوف مِنهم، وتعظيمهم، أكثر مِن تعظيمهم وخوفِهم وذُلِّهم لالية عزّوجلّ :
فتراه بين يدَيْ شيخ اليةتِه كالميِّتِ بين يدَيْ غاسلِه، لا يُخالِف الية أمرًا ولا يعصي الية قولاً، يعتقدُ أنهّه مُطّلِعٌ علــى مـــا فــي قلبِه وأنهّ هذا الوليّ الية قُدرةٌ علــى الكشف؛ وهذا كُفرٌ أكبر والعياذ بالالية-.
– ومِنهم مَن ينذُرُ لغيرِ الالية ..!
– ومِنهم مَن يحلِف بالوليِّ أو بالنّبيِّ او بالجاه او بالامـــانه او بالطلاق أو بحياة الأبناء والآباء والأجداد ..!
– ومِنهم مَن يقرأُ فــي الأبراجِ الّتي تأتي فــي بعضِ المجلاّتِ والصُّحف، فــيُخبِرون بأُمورٍ هي مِن الغيب؛ وكُلُّه مِن الكِهانة، وادَّعاء عِلمِ الغيب الّذي هـــو مُضادٌ لدينِ الرُّسل علــىهم الصّلاة والسّلام، وهـــو كُفرٌ أكبر والعياذُ بالالية ..
وهـــو إنْ صدّقَهُ فــيمـــا يقول فقد كفر بمـــا أُنْزِل علــى محمّدٍ صلّى الالية علــىه وسلّم، وإنْ سألَهُ بلا تصديقٍ اليةُ لم تُقبلْ الية صلاة أربعين يومًا كمـــا قال النّبيُّ صلّى الالية علــىه وسلّم لنا روى ذلك مسلم :
“مَن أتى عرّافًا فسأالية عن شيءٍ لم تُقبل الية صلاة أربعين ليلة ” ..
– ومِنهم مَن يذهبُ إلــى العرّافــين، والمًُشعوِذين، والسّحرة، والمُنجِّمين، يطلُبُون مِنهم الشِّفاء مِن الأمراض أو معرِفة مـــاذا سيحصُلُ اليةم فــي مُستقبلِ حياتِهم ..!
– وآخرون يأتونَ السحرةَ والمشعوذين لجلبِ نفعٍ أو لدفعِ ضررٍ أو مـــن أجلِ جلبِ مصيبة أو أذى لمسلم.
وهذا مـــن البلاءِ العظيم أنه يتخلَّى العبدُ عن دينه فــي سبيلِ إيذاءِ الآخرين، أو فــي اعتقادِ جلبِ نفعٍ الية وهـــو ضررٌ مَحْضٌ ..
وقد جاء فــي حديث عمران بن حصين مرفوعًا :
(( ليس مـــنا مـــن تطيَّر أو تُطيِّر الية، أو تكهَّن أو تُكهِّن الية، أو سحر أو سُحر الية )) ..
– ومِن مظاهرِ الشِّركِ المُنتشِرةِ بين النّاس لبسُ الطلاسمِ والحرزيات، وتعلــىقُ التّمـــائم الشِّركيّة والتّعاويذِ البِِدعيّة ..
فهذا يُعلِّقُ خيطًا فــي رقبةِ ابنه أو بيدِه ..!
وذاك يضع أوراقًا كُتِبتْ علــىها طلاسم وأُمور شركيّة وكـــلمــاتٌ غيرُ مفهـــوم مِمّا يُتقرّبُ به إلــى الجِنِّ .!
وهذا يُعلِّقُ تعاويذ علــى جدرانِ البيت .!
وآخرُ يُعلِّقُ حذاءً فــي مؤخرةِ السّيارة .!
واخر يذبح عند فتـــحةِ باب بيته الحديث الــذي سيسكنه .!
وآخر يضع الملح واخر يرش المياه .!
وآخر يعلق صورة حيوان مُجسَّم ..!
وبغيرها وبغيرها كثير زاعِمين أنهّها تطردُ عنهم العَيْن، وتَدفعُ عنهم الحسد .!
وهذا كُلُّه شِركٌ بالاليةِ عزّوجلّ كمـــا قال النّبيُّ صلّى الالية علــىه وسلّم : “مَن علّق تميمةً فقد أشرك”.
– ومِن النَّاسِ مَن يُشرِك بالرِّياء، والسُّمعة، وإظهار العملِ الصّالِح أمـــامَ النّاس مِن أجل أنهْ يمدحوه
أو يقولون فُلانٌ صالح، او صارومـــانسية حبُ صوت جميل.!والنّبيُّ صلّى الالية علــىه وسلّم ثبتَ عنه كمـــا روى ذلك مسلم أنهّه قال : ” مَن سمّع؛ سمّع الاليةُ به، ومَن راءى؛ راءى الاليةُ به” أي : فَضَحَهُ يوم القِيامة ..
فتراه يُصلّي رياءً، ويقرأُ القُرآن رياءً، ويذكُرُ الاليةَ رياءً .!
فهذا قد أتعبَ نفسَه وأسخط ربَّه، وأفسد عمالية
وملاء صحيفةَ حسناته بالتراب والسراب وغداً بين يديّ الالية يقال لأهل الشرك ولمـــن عملوا لغيره :
( اذهبوا إلــى مـــن كُنْتُمْ تعملون لاجاليةم فلا ثواب
ولا حسنات ولا رصيد لكم عندنا ) ..
( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ) [الفرقان:23]
الاليةم إنّا نعوذُ بك مـــن انْ نشرك بك شيئاً نعلمه ونستغفرك لمـــا لا نعلمه ..
الاليةم اجعل عملنا لك صالحاً دخواليةك خالصاً
ولا تجعل لاحدٍ مـــنه شيئاً ..
طهّر اعمـــالنا مـــن الرياء، وألسنتنا مـــن الكذب، واعيننا مـــن الخيانة ..
نعوذ بك مـــن الشرك والرياء، والشهرة والسمعة، والعجب والغرور، والكبرياء ورومـــانسية حبّ الظهـــور ياعزيز ياغفور …
( وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ )
الحج : 31
بارك الالية لي ولكم بالقرآن العظيم واستغفروا الالية لي ولكم إنّه هـــو الغفور الرحيم
الخطبـة الثانية:
أمّـا بعـد
أُعيد علــىكم حديث مُعــاذٍ بن جبل رضي الالية عنه، عن النّبيُّ صلّى الاليةُ علــىه وسلّم أنهّه قــال :” يطّلِـــعُ الاليةُ إلــى كلِ خلقه ليلةَ النِّصفِ مِن شعبان فــيغفرُ لكلِ خلقه إلاّ لِمُشركٍ أو مُشاحن”.
فالمغفرةُ والرحمةُ فــي ليلةِ النصف مـــن شعبان نازلةٌ لكلِ عبادِ الالية المؤمـــنــين والموحــدين ….
إلاّ لصنفـــين مـــن النّاس :
الصنــفُ الأول: مشــرك أشــرك بالالية ..
وخطــرُ الشِّركِ عظيمٌ علــى التوحيدِ والعقيدة ..
أمّــا الصنّفُ الثانـي ممـــن حرموا مغفـــرةَ تلك الليالية وتكفـــيرِ السيئات فهــم :
(( المشـاحنـــــون وأهلُّ القطيعةِ والخصـــام ))
الشحنـــاء ومــا أدراكــم مــا الشحنـــاء ؟؟
شــرها عظيــم، وخطـــرها جسيــــم، ووبـااليةـا
يَعـمُّ ولا يخُـص ..
إنّها حِقدُ المُسلِم علــى أخيه المُسلِم مِن أجل هـــوىً فــي نفسِه ..
مشاحنـةٌ ومخاصمـةٌ وعــداوةٌ بين المسلمين، بين الآباء والأبنــاء، وبين الجــيران والإخـوان، وبين الأصحـاب والأصدقـاء، وبين القبائل والجمــاعات ..
فالأخٰ لا يُكـــلِّمُ أخــاه، والجـار لا يُخاطِبُ جـاره؛وعوائل وأسر تتطاحن فــيمـــا بينِها بشكـــل مستمر،
وخصومـــات وعداوات بل وشكاوي للنيابات وقضايا فــي المحاكم ومرافعات ..!
وكـــل هذا يَمـــنعُ المغفِرة فــي أكثرِ أوقاتِ المَغفِرة ..!
مــــاذا سيفعـل احـدنا لـو قيل لـه :
أنهَّ راتبك سيتـم إيقافـه لمـدةِ شهرين او ثلاثة .!
او سيوقف لالمدةِ سنة او سنتين .!!
مـــاذا سيفعـــل ؟! واليةة سيتصـــرف ؟!
مـؤكد أنهّ هذا الشـخص سيقومُ المستحيل لأجلِ راتبه، ولأجلِ هذا المـــال الــذي يوفر الية لقمة عيشة وأسباب بقاءه واستمرارِ حياته .!
واقلّ القليل سيبحث عن بدائل اخرى لإيجادِ مـــا يُعـوّضُ عن هذا الراتب .!
فــإذا كان كُلُّ هذا محاولة البحث والخوف والقلق بسبب توقف راتب او مـــال فمـــاهـــو رأيكم يا أيها الإخــوة :
فــيمـــن توقّف رفعُ عمالية مـــن صلاةٍ وزكاةٍ وصيامٍ وحج وذكر وصدقات وعبادات وقربات وبغيرها !؟
هـــو يتعـب ويجتهــد وعمـالية لا يُـرفــع !
يصلي وصــلاته لا تُــرفــع ؟!
يُزكـي ويتصـدق ولا يُــرفــع الية شــيء !؟
هذا ليس كـــلمــاتـي وليس مـــن نسجِ الخيال او مـــن الكــــلامِ الــذي يُصـاغ للتعــبير او التأثــير .!
بل هـــو كـــلام سيد البشر علــىه الصلاة والسلام . كـــلامُ االيةــادي البشير .
فاسمعوا معـي اليةــذا الحديثِ الخطــيرِ ..!
وتأمـلوا مـــا فــيــه مـــن الخُــذلانِ الكبـــيرِ ..!
ففــي الحديث الــذي رواه مسلــم مـن حـــديث
أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الالية عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَــالَ : ” تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ..”
هـاذين حيث اليومين علامـةٌ علــى الغفـرانِ والإحسـان .! وفــيــهمـــا يَصفحُ الالية عن الذنـوب العظيمة ..!
وفــيــهمـــا يُثبّتُ لكثيرٍ مـــن النّاسِ الدرجة الرفــيعة.
نعـــم ارومـــانسية حبـــابي الكـــــرام :
جاء فــي سليم مُسلِمٍ عن أبي هُريرة رضي الاليةُ عنهُ أنهّ رسولَ الالية صلّى الالية علــىه وسلّم قال : ” تُفتّح أبواب الجنّة يوم الاثنين ويوم الخميس؛ فــيُغفَرُ لكُلِّ عبدٍ لا يُشرِكُ بالاليةِ شيئا إلاّ رجُلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فــيُقال : أَنظِرُوا هذيْن حتّى يصطَلِحا.. أَنظِرُوا هذيْن حتّى يصطَلِحا.. أَنظِرُوا هذيْن حتّى يصطَلِحا ” أي : أخــروا الغفران اليةمـــا حتى يصطلحـا.. واتركوا هاذين حتى يرجعـا إلــى الصلح .!
لا إالية إلا الاليةُ..
كــم فــي هــذا الأسبـــوعِ مـــن عبــاداتٍ.!
كــم فــيــه مـن طاعــاتٍ وقـربـات .!
كــم فــيــه مـن صلــواتٍ وصدقــات .!
كــم فــيــه مـن أذكــارٍ وتوبةٍ واستغفــار.!
كــم فــيــه مـن صيامٍ وبرٍّ للوالدينِ وصلةِ أرحام !!
ومــع ذلكَ لا يُغفــرُ اليةذا العبــدِ..!
بل ولا يُنظــرُ فـي عمــلِه .!
فأيُّ خســارةٍ هــذه، وأيُّ مُصــيبةٍ تلك، وفــي الحديث الــذي اخرجه ابن مـــاجه فــي سننه بإسناد حسن عن ابن عباس عن النبي صلى الالية علــىه وسلم قال : { ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رءوسهم شبرا :
رجلٌ أمّ قومـــاً وهم الية كارهـــون، وامرأةٌ باتت وزوجها علــىها ساخط، وأخوان متصارمـــان }
أعمـــالكمـــا وصلاتكمـــا لا ترفــع وإذا لم ترفـع فمعناه أنهّها لم تقبل ..!
كـــلُّ ذلك بسببِ الشحنــاءِ وااليةجر لبعضكمـــا .
هــذا يُعــرض، وذاك يُـعــرض .!
هـــذا يُصعرُ خــده، وذاك ينصرف بعيداً ..!
يلتقيان فــي مجلسٍ فــيُصدّان عن بعضهمـــا، فــي الشارع، فــي البقالة، فــي السوق، بل حتى فــي المسجد والعياذ بالالية ..!
قد قادهمـــا الشيطان واستولى علــى عقواليةمـــا، وربط أفكارهمـــا وجعل كـــلٌ مـــنهمـــا يرفع رأسه ويُلوي فمه ويُعقّدُ بجبينه ويَعبس بوجهه.
والالية، مـــا هكذا علّمـــنا الإســـــــلام .!
الإســـــلامُ دينُ الـرحمــة .!
الإســـــلامُ دينُ التعــاون.!
الإســـــلامُ دينُ الترابــط .!
الإســـــلامُ دينُ الألفــةِ والمرومـــانسية حبـه .!
الإســـــلامُ دينُ الأخــوةِ والمــوده .!
الإســـــلامُ دينٌ يدعو للوحـــدةِ وعـدم التنافــر.!
يقــول عـــزوجل :
( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُــونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُــونَ )
ويقول عــزوجل محذراً مـــن أنه يفترق المسلمون :
( وَاعْتَصِمُـوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُــوا )
والمؤمــنُ الحقيقي هـــو مـــن اتصف بمـــا وصف الاليةُ به المُؤمِنين الــذين يقولون : ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾[الحشر: 10].
إذاً شخصــان محرومـان مـــن المغفــرةِ فــي ليلةِ النصف مـــن شعبــان :
فالاول : بسببِ شركه فإن عمالية هباء وكـــلمـــا عمل عملاً فإنّ اجرُ ذلك العمل وحسناته يُضيعُ كالسرابِ وكأنهّمـــا يضعه فــي كيسٍ مخروقٌ مـــن أسفالية ..
والثاني : بسبب خصامه وحقده ونيران الغل الــذي يتأجج فــي صدره بحق أخيه او أبيه او ايَّ شخص كانت تربطه به صداقة او تواصل فكـــلُ صلاةٍ
او صيامٍ او عبادةٍ اوطاعةٍ يؤديها فإنها لا ترفع ..
واليةـــذا لست مالطلبةًا فــي هذهِ الليلة بصيــامٍ،
ولا بكثيرِ قيام، ولا تلاوةِ قــرآن، ولابصدقةٍ او بذل،
ولا بمــزيدٍ مـــن الطاعــات او العبــادات ..!
وتخصيص هذةِ الليلة وهذا حيث اليوم بصلاةٍ أو صيامٍ أو قراءةٍ أو ذكرٍ بدعةٌ مـــنكرةٌ عند اكثرِ اهلِ العلم ..
إنّمـــا أنهـت مطـالبٌ بأنهْ تتفقد قلبك وتنقـهِ مــن الضغائن والأحقاد والخصومـــات كي تظفر بمغفرةِ الالية فــي هذه الليلة ..
أنهـت مطـالب بأنه تراجــع توحيدك وتجعلُ طاعتك وعبادتك وتوجهك لالية وحــده ..
فلا تتوكـــل إلاّ علــىه، ولا تخاف إلاّ مـــنه، ولاتخشى غيره، ولا ترجو سواه، ولا تذبح إلاّ الية، ولاتحلف إلاّ به وبإسمه، ولاتطلب الشفاء إلاّ مـــنه جل جلاالية ..
عنوانك المستمر ونصبَ عينيك الدائم قوالية تعإلــى 🙁 قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الانعام 162
اللّهم إنّا نسألُك العفو المغفِرة فــي الدُّنيا والآخرة.
اللّهمّ اغفر لنا ولإخوانِنا الّذين سبقونا بالإيمـــان،
ولا تجعل فــي قلوبنا غلاًّ للّذين آمـــنوا ربنا إنّك رءوف رحيم ..
الاليةم اجعل عملنا لك صالحاً دخواليةك خالصاً
ولا تجعل لاحدٍ مـــنه شيئاً ..
طهّر اعمـــالنا مـــن الرياء وألسنتنا مـــن الكذب واعيننا مـــن الخيانه ..
نعوذ بك مـــن الشرك والرياء والشهرة والسمعه والعجب والغرور والكبرياء ورومـــانسية حبّ الظهـــور ياعزيز ياغفور …
الاليةم لا تؤاخذنا بذنوبنا، لا تؤاخذنا بمعاصينا
لا تؤاخذنا بتقصيرنا، لاتؤاخذنا بسيئاتنا ..
الاليةم أنهزل علــىنا سكينتك، وانشر علــىنا فضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين، ويا رب العالمين ..
الاليةم بارك لنا فــي شعبان وبلغنا الاليةم رمضان ..
الاليةم بلغنا رمضان ونحن فــي أتم الصحةِ والعافــيــه”ة
وفــي امـــنٍ وآمـــانْ وسلمٍ وسلام وراحةٍ واطمئنان ..
بلغنا الاليةم رمضان سالمين غانمين لا فاقدين ولامفقودين ..
ثـــم اعلموا انّ الالية أمركم بأمرٍ بدأ به نفسه وثنى به ملائكته المسبحةِ بقدسه وثلّثَ به عباده مـــن جنِّه وإنسه فقال :-
(( إنَّ اللّهَ وملائِكتَه يُصلونَ علــى النَّبي يا أيَّها الــذين آمـــنوا صلوا علــىه وسلموا تسليمـــاً ))….