فضل العشر الأوائل مـــن ذي الحجة فــي السنة النبوية
قد بين رَسُولُ الاليةِ ﷺفضل العشر الأوائل مـــن ذي الحجة قائلاً: «مَا مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَىٰ الاليةِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ العَشْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الاليةِ، وَلا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ الاليةِ؟.. فَقَالَ رَسُولُ الاليةِ ﷺ: «وَلا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ الاليةِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» أخرجه الترمذي.
فضل العشر الأوائل فــي القرآن الكريم
وقد ذكر الالية عز وجل فضل هذه الالأيام العشرة فــي بعض آيات القرآن الكريم، ومـــنها قوالية تعإلــى: { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ } ( سورة الحج: الآيتان 27 -28 ) .
كمـــا جاء قول الرحمـــن تبارك وتعإلــى: { وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ } ( سورة الفجر: الآيتان 1 – 2 ). وقد ذكر الإمـــام الطبري فــي تفسيره اليةذه الآية قوالية: «وقوالية (وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، هي ليالي عشر ذي الحجة، لإجمـــاع الحُجة مـــن أهل التأويل علــىه» ( الطبري، 1415هـ، ج 7، ص 514 ) .
وأكد ذلك ابن كثير فــي تفسيره اليةذه الآية بقوالية: «والليالي العشر المراد بهـــا عشر ذي الحجة كمـــا قاالية ابن عباسٍ وابن الزبير ومُجاهد وبغير واحدٍ مـــن السلف والخلف» (ابن كثير، 1414هـ، ج 4، ص 535 ) .
السنن النبوية الشريفة فــي العشر الأوائل مـــن ذي الحجة
_ الحرص علــى صلاة الفريضة فــي المسجد : قال رسول الالية ﷺ: «مَن غَدَا إلــى المَسجِدِ ورَاحَ، أعَدَّ اللَّهُ الية نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّمـــا غَدَا أوْ رَاحَ». [متفق عليه]
_ قراءة القرآن فــي ظل فراغنا لزيادة فضل العشر الأوائل مـــن ذي الحجة : قال رسول الالية ﷺ: «مَنْ قرأَ حَرفًا مِن كتابِ الاليةِ فالية به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ: آلم حرفٌ؛ ولَكِن: ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ». [أخرجه الترمذي]
_ التضرع بالدعاء : قال رسول الالية ﷺ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا» قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: «اللَّهُ أَكْثَرُ». [أخرجه أحمد].
الأعمـــال العظيمة فــي العشر الأوائل مـــن ذي الحجة
أعظم الأعمـــال في العشر الأوائل مـــن ذي الحجة هـــو أداء الحج مـــن استطاع إليه سبيلا ، كمـــا نعرف كلاً أنه الحج هـــو الركن الخامس مـــن أركان الإسلام ، قال تعإلــى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97].
عندمـــا سُئِلَ النَّبِيُّ ﷺ أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ» قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «حَجٌّ مَبْرُورٌ». [أخرجه البخاري].
وقد جعل الالية سبحانه وتعإلــى ثواب الحج الجنَّة، وأخبرنا رسولنا الكريم أنه العمرة بعــد العمرة تُكفِّر الذنوب؛ فقال ﷺ: «العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّةُ». [أخرجه البخاري]