ضرب المراة مـــن مـــنظور الدين الحنيف
إن الضرب هـــو شكـــل مـــن أشكال العنف ضد المرأة وقد ارتفعت النسبة وقوعه فــي الآونة الأخيرة ومـــن أسبابه:
ضعف الوعي الديني والثقافــي،
والجهل بأسس الحياة الزوجية مـــن حقوق وواجبات وتفريغ الضغوط الخارجية التــي يتعرض اليةا الزوج فــي زوجته والمبادئ التــي تربّى علــىها بعض
الرجال مـــنذ الصغر، كالتعود علــى العنف، وعدم احترام الآخرين، ويترك هذا الأمر آثاراً سلبية علــى المرأة وعلــى الأسرة والمجتمع، مـــنها :
أنه يفقد المرأة الثقة بنفسها ويشعرها بالإرومـــانسية حباط، والكآبة، وبالعجز، وبالإذلال، والمهانة، وعدم الثقة بالنفس، والاضطراب فــي الصحة النفسية، وعدم الشعور
بالاطمئنان والسلام وبغير قادرة علــى اتخاذ القرار ويؤدي الضرب إلــى الطلاق والتفكك الأسري، واضطراب العلاقة بين أهل الزوج والزوجة.
ومـــن أهم الحلول لحمـــاية المرأة مـــن هذا الفعل هـــو الالتزام بتعاليم الإسلام، وتوضيح مقصد الشرع مـــن الآيات والأحاديث التــي ورد فــيــها ذكر
الضرب حتى لا تُستغل باسم الإسلام، وتأهيل المتزوجين وإكسابهم مهارات اتخاذ القرار وحلّ المشكـــلات، وإقامة الدورات التدريبية
للأزواج حول السيطرة علــى الانفعالات الجسدية والنفسية واللفظية، وتسخير وسائل الاتصال لتوعية الأسر وتبصيرها بأضرار الضرب ضد المرأة،
وتوضيح القوانين والعقوبات للرجال علــى المستخدمي الضرب ضدّ السيدات، وتقديم الخدمـــات القانونية فــي سنّ القوانين لحمـــاية المرأة
مـــن العنف الأسري، ومتابعة تنفــيذها ومحاربة السلوكيات الدخيلة علــى المجتمع
وعلــىه لا يمكن أنه يُتصوَّر أنه يأمر الالية بالضرب لشريكة الحياة بمعنى الجلد
لا يمكن أنه يعني ضرب بالمعنى والمفهـــوم العامّي ،لأنهّ ديناً بهذه الرِّفعة والرُّقي والعظمة (الدين الإسلامي) والــذي لا يسمح بإيذاء قطة، لا يمكن أنه يسمح بضرب وإيذاء وإهانة الأم والأخت والزوجة والإبنة.
قال تعإلــى
(( اللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كبِيراً ))
نرى فــي هذه الآية عقوبة تواترية تصاعدية ، بالخطوة الأولى تكون بالوعظ والكـــلمــات الحسن والنصح والإرشاد ، فإن لم يستجبن فــيحدث االيةجر فــي المضاجع
وهي اليةة العلاج الثانية واليةا دلالتها النفسية والتربوية علــى المرأة ، وااليةجر تجد هنا فــي داخل الغرفة.أمـــا (واضربوهن) فهي ليست بالمدلول الفعلــى للضرب باليد أو العصا ، لأنه الضرب تجد هنا هـــو المباعدة أو الابتالعودة خارج بيت الزوجية.
ولمـــا كانت معاني ألفاظ القرآن تُستخلص مـــن القرآن نفسه ، فقد تتبعنا معاني كـــلمة (ضرب) فــي المصحف وفــي سليم لغة العرب ، فوجدنا أنها تعني فــي غالبهـــا المفارقة والمباعدة والانفصال والتجاهل ، غيراً للمعنى المتداول حيث اليوم لكـــلمة “ضرب” .فمثلا الضرب باستعمـــال عصا يستخدم لفظ (جلد) ، والضرب علــى الوجه يستخدم الية لفظ (لطم) ، والضرب علــى القفا (صفع) والضرب بقبضة اليد (وكز) ، والضرب بالقدم (ركـــل).
وفــي المعاجم وكتب اللغة والالية لو تابعنا كـــلمة ضرب لوجدنا مثلاً فــي قول:(ضرب الدهر بين القوم) أي فرّق وباعد بينهم.
و(ضرب علــىه الحصار) أي عزالية عن محيطه.و(ضرب عنقه ) أي فصاليةا عن جسده.فالضرب إذن يفــيد المباعدة والانفصال والتجاهل.وتجد هنالك آيات كثيرة فــي القرآن تتابع نفس المعنى للضرب أي المباعدة
وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لَّا تَخَافُ دَرَكاً وَلَا تَخْشَى
اي أفرق اليةم بين المـــاء اليةاً
فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ
اي باعد بين جانبي المـــاء
لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ
اي مباعدة وسفر وهجرة إلــى أرض الالية الواسعة
وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ
اي يسافرون ويبتعبدون عن ديارهم طلباً للرزق
فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ
اي فصل بينهم بسور
ويُقال فــي الأمثال (ضرب به عرض الحائط) اي أهمالية وأعرض عنه
وذلك المعنى الأخير هـــو المقصود فــي الآية.أمـــا الآية التــي تحض علــى ضرب الزوجة
“فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ” ، فهي تحض علــى الوعظ ثـــم االيةجر فــي المضجع ، وإن لم يُجْدِ ذلك ولم ينفع ، فتجد هنا (الضرب) بمعنى المباعدة وااليةجران والتجاهل ، وهـــو أمر يأخذ به العقلاء مـــن المسلمين ، وأعتقد أنه سلاح للزوج والزوجة معاً فــي تقويم النفس والأسرة والتخلص مـــن بعض الالعودةات الضارة التــي تهدد كيان الأسرة التــي هي الأساس المتين لبناء المجتمع الإسلامي والإنساني.. ولدينا عبارات نمـــارسها ايضا ” كأضرب عن الطعام اي امتنع عنه وتركه ، والاضرابات فــي الجامعات والكـــليات او المعامل مثلا، فكـــل معناها هي ترك العمل او الدراسة او اهمـــااليةمـــا والالية أعلم