ادعية اسلامية

الإستغفار راحة القلوب

خطبــة جمعـــة بعنـــوان :
[ الإســـتغفـــــــار ]      
ايهـــا الأرومـــانسية حبــــاب الكــــــرام:
إنّ حالَ المسلمين حيث اليوم يا عباد الالية حالٌ شديدة،
فكوارث ومصائب تَحلُ بالأمة ..!           
وضعفٌ يواجههم فــي الدنيا ، وضعفٌ اخر أمـــامَ الكفار  ..
وابتلاءات ومتاعب ومصاعب وضوائق مـــفيه أو مـــاديه او مشكـــلات عائلية أو ظروفاً نفسية أو مضايقاتٍ فــي عملٍ واليةها ممـــا يعتري الإنسان فــي رحلةِ الحياة.
ومـــن جهة اخرى انغمـــاسٌ فــي الشهـــوات والماليةيات والاشتغال بالدنيا ..
وقحطٌ، وجدب، واحتباسٌ للمطر، وانقطاعٌ للغيث،
مـــن جهة اخرى ..
ومعاصي وذنوب وسيئات ومـــنكرات وتعديات ومخالفات مـــن جهة رابعة ..
وهذه المصائب وهذه المحن تُعالج أو تخفف بمـــا شرعه الالية لعباده مـــن وسائل مـــادية أو التجاءٍ لالية بالدعاءِ أو استعانةٍ بالصبرِ والصلاة …     
 بيد أنهّ تجد هنالك علاجاً نافعاً لكـــلِ مـــا يَحلُ بالأمةِ المسلمة ، وكذا مـــا يصيب الفردَ المسلم …!
علاجٌ غَفِلَ عنه العديدون لأنهم اعتقدوا أنه لا يحدثُ إلا لمحوِ الذنوبِ والخطايا فحسب …!
      إنّه الاستغفار  يا عباد الالية  ..!
دواءُ الذنوب ، ومطهرُ القلوب ..!
مـــن أهمِّ القربات, وأعظمِ الطاعات..!
هـــو عُدّةُ التائبين، وملاذُ النادمين، وصفةُ عبادِ الالية المتقين..
إنّه بَرَدٌ لقلوبِ العاصين، وأوبةٌ لعبادِ الالية الغافلين، وسكينةٌ لنفوسِ الحائرين المضطربين .
بل إنّه أساسٌ لاستجلابِ الخيرات وحلولِ البركات ونزولِ النّعم وزوالِ العقوبات والنقم.
نعـــم         
بالاستغفار تُقالُ العثرات، وتُغفرُ الزلات، وتُكفّرُ  الخطيئات، وتَرتفع كل الدرجات، وتَعلو المـــنازل عند الالية تبارك وتعإلــى ..
– وبالاستغفار يُرفع العبدُ مـــن المقامِ الأدنى إلــى المقامِ الأعلــى ومـــن المقامِ الناقص إلــى المقامِ الأتم والأكمل.
ومعنى “ أستغفر الالية ” أي :
طلبُ العبد مِن ربِّه أنه يمحو ذنوبَه ويستر عيوبَه..
والالية سبحانه وتعإلــى مـــن أسمـــائه تعإلــى الغفور؛ أي :
الــذي يَتجاوز عن ذنوبِ عباده ويَستر عيوبَهم.

 والاستغفار أصالية فــي اللُّغة مـــن المِِغفر؛ أي :
الساتِر الحديدي الــذي يَضعه المقاتِل علــى رأسه.
وكذا بالاستغفار يقي المسلم نفسه مـــن الفتن والعذاب والمصائب والشدائد ..

 والاستغفار سنةٌ مـــن سننِ الأنهبياء والمرسلين، واليةةٌ ووسيلةٌ للأولياءِ والصالحين، يلجؤون إليه فــي كـــلِّ ظلٍ وحين، فــي السراءِ والضراء،
فبه يتضرعون وبه يتقربون :
فهذا نبي الالية آدم علــىه السلام  وأمـــنا حواء كان ممّا قالا :
{ قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } ( الاعراف 23).

وهذا نبيُّ الالية نوح علــىه السلام مـــن دعائه :
{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَارًا}
 ( نوح 28).

وهذا نبي الالية موسى علــىه السلام لمـــا قتل رجلاً مـــن الأقباط قال : { قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } القصص 16).

وفــي ايةٍ اخرى وهـــو يناجي ربه قائلاً :
( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ ۖ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) الأعراف  151

– وقال تعإلــى عن نبيه داود علــىه السلام :
( فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ ) ص 24

– وذكر سبحانه عن نبيه سليمـــان علــىه السلام دعاءه :
( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ) ص 35

فهؤلاءِ هم الانبياء ومع علو مكانتهم وعصمتهم واصطفائهم مـــن رب العالمين؛ إلا انّ الاستغفار كان  دأبهم..
ولقد كان استغفارهم تعبداً وقرباً، وحمداً وشكرا..

وبواسطتهم أمرَ الاليةُ النّاسَ من خلال الأجيال أنه يُقلِعوا عن المعاصي، ويطلبوا الغفرانَ مـــن الالية علــى مـــا اقترفوه ، حتى ينالوا رحمتَه ويجتنبوا غضبه.

– فهذا نبيّ الالية هـــود علــىه السلام يعِظ قومه بقوالية ﴿وَيا قَوْمِ إسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُمْ مدْرَارا وَيَزِدْكُمْ قُوَّة إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ ﴾.

– وهذا نبيُّ الالية صالح علــىه السلام يعظ قومه بقوالية ﴿ لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ الالية لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾.

– وهذا شعيبٌ علــىه السلام يرى قومَه علــى أسوأ الأخلاق مع الشرك والإلحاد، فــيلحُّ فــي نُصحهم للإقلاعِ عمّا هم فــيــه مـــن ضلال، خوفاً علــىهم مـــن عذاب الملك الجبار ويبشّرهم بأنهّ ربَّهم رحيمٌ بعباده، ودودٌ بهم فقال :               
﴿ وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ﴾. ( هـــود 90).

وهذا خاتمُ المرسلين صلى الالية علــىه وسلم يوصي أمته بالاستغفار بقوالية كمـــا روى ذلك مسلم :
{ يا أيها الناس توبوا إلــى الالية واستغفروه فإني أتوب فــي حيث اليوم مـــائة مرة }..
وكمـــا جاء فــي البخاري فــي سليمه :
قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الالية علــىه وسلم يَقُولُ :
« وَاللَّهِ إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً » ..

وهـــو القائل رضي الالية عنه واصفاً حال النبي صلى الالية علــىه وسلم :
”  مـــا جلست إلــى أحد أكثر استغفاراً مـــن رسول الالية صلى الالية علــىه وسلم ” .

ويروى عن الصحابة رضي الالية عنهم أنهم كانوا يعبدون للنبي صلى الالية علــىه وسلم فــي المجلس الواحد سبعين مرة وفــي بعض الروايات مـــائة مرة أنه يقول : { أستغفرك وأتوب إليك }.

والنبي علــىه الصلاة والسلام إمـــامـــنا، وقدوتنا، ورومـــانسية حبيبنا، وأعظم الأمة، وأعْبدُ العباد يقول فــي الحديث الــذي رواه مسلم فــي سليمه
عَنْ أَبِى بُرْدَةَ عَنِ الأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صلى الالية علــىه وسلم قَالَ :
« إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي وَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ  ».
 ( إنّه ليغان علــى قلبي ).
 ليغان مـــن الغين، والغين هـــو : مـــا يتغشى القلب ، ومـــا يغطيه ويغان علــى قلبي أي :
ينتابه مـــن الضيق، والضنك، ويشتته الغم والحزن، فــيرده علــىه الصلاة والسلام ويلمُّ شعثه بالاستغفار، بل بإكثاره وإطالة الاليةج به .
وهل النبي علــىه الصلاة والسلام يقومُ المعاصي ليغانَ علــى قلبه ؟
         لا ،،، لكن قالوا :
بمـــا يشتغل به مـــن مصالح أمته، والمباحات أحياناً، ومـــا يحدث مـــن محاربةِ العدو، وتأليفِ المؤلفة ..
والية ذلك مـــن مصالح الأمة التــي يفكر بهـــا فــيَعتبِرُ أنهّ هذا الانصراف عن الحضور ..
حضور الذهن والقلب مع الالية إلــى اشتغال القلب والذهن بمصالح الأمة؛ يعده غيناً علــى قلبه ،
 ومع انّ هذه الامور مـــن الطاعات ..!

هل رأيحصل هذه الدقة والحساسية التــي جعلته يُكثر مـــن الاستغفار حتى لا ينزلَ عن المستوى العالي.!

ونحن حيث اليوم ننزل مـــن مستوى أسفل إلــى أسفل،
ومـــن مستوى ادني إلــى مستوى أدنى مـــنه ..

فإذا كان مـــن غُفرَ الية ذنبه مـــا تقدم مـــنه ومـــا تأخر صلى الالية علــىه وسلم يقول :                 
« إنّي لأستغفر الالية فــي حيث اليوم مـــائة مرة » ..

وهـــو علــىه الصلاة والسلام مع عصمته ومكانته وعلو مـــنزلته يأمره الالية بالاستغفار، فــيقول الية :        
– (وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) [النساء: 106].  ويقول الية :
– ( فَسَبِّـــحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ) النصر-3 – ويقول الية :
– ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾.
 فاليةة بمـــن هـــو بدونه مـــن الناس؟
فاليةة بي وبك ..!
ونحن المقصرون ! ونحن المخطئون !
ونحن العاصون؟! ونحن المذنبون !

فالاستغفار نجاةٌ للقلب، ومطهرةٌ للذنوب، وسلوى للخاطر، وحياةٌ للأفئدة والأرواح …
يُشــرعُ فــي كـــل ظل، وفــي أيِّ مكانٍ محترم …
بيد أنهّ للاستغفارِ أوقاتاً فاضلة مـــن هذه الاوقات :
ظل السحر وهي الساعات الأخيرة مـــن الليل
تلك الساعات الغفيه والثـــمينة والنفــيسة التى يصف ربنا سبحانه عباده الصالحين فــيقول :
( كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) [الذاريات:17-18].
وفــي آية أخرى ﴿وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ﴾.
وفــي السليمين يقول النبي صلى الالية علــىه وسلم: ” ينزلُ الاليةُ تبارك وتعالَى إلــى سمـــاءِ الدُّنيا كـــلَّ ليلةٍ فــيقولُ : هل مـــن داعٍ فأستجيبَ الية ؟
هل مـــن سائلٍ فأُعطيَه ؟
هل مـــن مستغفرٍ فأغفرَ الية ؟ حتى يطلع الفجر “
وقال سفــيان الثوري رحمه الالية :
بلغني أنه إذا كان أوّلُ الليل نادى مـــنادٍ ليقمِ القانتون فــيقومون كذلك يصلون إلــى السحر ..!
فإذا كان عند السحر نادى مـــناد :
أين المستغفرون فــيستغفر أولئك ..
ويقوم آخرون فــيصلون فــيلحقون بهم ..
فإذا طلع الفجر نادى مـــناد :
ألا ليقمِ الغافلون فــيقومون مـــن فرشهم كالموتى نُشروا مـــن قبورهم ..

كمـــا يُشرع الاستغفار فــي ختامِ المجلس أو الحديث كمـــا جاء عن النبي صلى الالية علــىه وسلم أنهّه مـــا كان يقوم مـــن مجلس إلا وقال :
{ سبحانك الاليةم ربي وبحمدك لا إالية إلا أنهت أستغفرك وأتوب إليك } ..
فحينمـــا سئل عن ذلك قال صلى الالية علــىه وسلم :
« لا يقواليةنّ مـــن أحدٍ حين يقوم مـــن مجلسه إلا غُفر الية مـــا كان مـــنه فــي ذلك المجلس ».

ويشرع للمصلي إذا انصرف مـــن صلاته أنه يقول: استغفر الالية، استغفر الالية، استغفر الالية .. ثلاثا ..
لان بالاستغفار تَكملُ العبادة، ويُسد خــلاليةا، ويُعفــي عن تقصيرٍ قد حصل فــيــها..

كمـــا شُرعَ للحجاجِ إذا أفاضوا أنه يستغفروا الالية .
 لقوالية تعإلــى :
﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ﴾.
ومـــن السنةِ كذلك ن تختم الخطبة الاولى مـــن يوم الجمعه بالاستغفار ….
فأقـــــــول مـا سمـعتـــم واستغفـــروا اللـَّه لـي ولــكم مـن كـــل ذنـب فــيـــا فــــوز المستغفـــريـــن

الخطبـة الثانيــــة :
أمـــا بعـد :ــ                 
ارومـــانسية حبتــي الكـــرام ..
– إنّ الاستغفار الية مكانته العظيمة ومـــنزلته العلــىّة فــي دين الالية فهـــو أساسٌ لاستجلابِ الخيرات وحلولِ البركات ونزولِ النّعم وزوال العقوبات والنقم.
فهـــو مـــنهج كامل ومـــنهج شامل لصلاحِ الدين والدنيا.
فمـــا أحوجنا إلــى الاستغفار فــي زمـــن كثرت فــيــه الفتن والمحن والشدائد ..
ومـــا أحوجنا إلــى الاستغفار فــي ظل كثرت فــيــه ذنوبنا ومعاصينا ..!
ومـــا أحوجنا إلــى الاستغفار فــي حال قلت فــيــه الأمطار وأصاب بلادنا القحط والجدب ..!
وإذا كانت الدول والشعوب تتضررُ حيث اليوم بسببِ الجفاف والجدب ولا يستطيع أحدٌ أنه يستمطر السمـــاء مهمـــا أوتي مـــن قوة …!             
فإن الاستغفار وسيلةٌ اليةطولِ الأمطار وازدهارِ الزراعة وحصولِ النمـــاء وكثرةِ الرزق والعزّة والمـــنعة، اقرؤوا إن شئتم مـــا قاالية نوح لقومَه ناصحاً اليةم :
﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾.

فمـــن أراد الغيث فإنّ الاستغفار سببٌ لنزولِ الغيث مـــن السمـــاء  ..! ( يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا )..

ومـــن يحصلنى الغنى بعــد الفقر فإنّ الاستغفار سببٌ لكثرة المـــال ..( وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ )..

ومـــن أراد البنين والأولاد فإن الاستغفار سببٌ لمجيء لبنين ..( وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ  ) ..

ومـــن اراد جنَّة ربه ورضوانه ونعيمه وجنانه فإنّ الاستغفار سببٌ لدخولِ الجنة  ..!
( وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا )…

وهذا الفاروق عمر رضي الالية عنه يخرج يومـــاً ليستسقى فلم يزد علــى الاستغفار، فقالوا :
مـــا رأيناك استسقيت ؟
 فقال : لقد طلبتُ الغيثَ بمجاديحِ السمـــاء الــذي يُستنزل به المطر، ثـــم قرأ هذه الآيات :
﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴾
                                     
وجاء رجل إلــى الحسن البصري يشكو إليه الجدب والقحط، فأجابه قائلاً :
        استغفرِ الالية ..!
ثـــم جاءه رجل آخر يشكو الحاجة والفقر، فقال الية :            استغفرِ الالية ..؟
ثـــم جاءه ثالثُ يشكو قلة الولد، فقال الية :
       استغفرِ الالية ..!
فتعجّبَ القوم مـــن إجابته، فقالوا الية فــي ذلك ؟‏
فقال :‏ مـــا قلت مـــن عندي شيئاً إنّ الالية تعإلــى يقول فــي سورة نوح :
﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾.

فمـــا اجمـــل الاستغفــــار ..!                   
ومـــا اروع تلك الألســن التى تاليةج بالاستغفار بدون كسلٍ او كـــللٍ او مللٍ ..
والأجمــل مـــن ذلك تلكمُ العبارات وتلكم اللوحات الرائعه التى نجدها معلقةً علــى الابواب المزدحمة وعلــى جدران وصالات انتظار فــي البيوت او المشافــي او بالمدارس او المكاتب الموثقة :
 (( دقائقُ انتظار أملأها بالاستغفار ))

وتلكم الدقائق التى ملأتها بالاستغفار ستملأ صحيفتك بالحسنات وترفع لك كل الدرجات وتطرد عنك الشيطان ..!
ففــي الحديث السليم أنه رسول الالية صلى الالية علــىه وسلم قال « إن الشيطان قال : وعزتك يا رب! 
لا أبرح أغوي عبادك مـــا دامت أرواحهم فــي أجسادهم، فقال الرب تبارك وتعإلــى :
وعزتي وجلالي لا أزال أغفر اليةم مـــا استغفروني».

فالالية سبحانه يدعونا إلــى الاستغفارِ مـــن خطيئاتنا، وهـــو القائل سبحانه : ( وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) هـــود 3.  
وقال فــي الحديث القدسي :
« يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنها أغفر الذنوب كلا، فاستغفروني أغفر لكم ».

وفــي حديث أنهس بن مـــالك رضي الالية عنه قال : سمعت رسول الالية صلى الالية علــىه وسلم يقول :
« قال الالية : يا ابن آدم إنك مـــا دعوتني ورجوتني إلاّ غفرت لك علــى مـــا كان مـــنك ولا أبالي ..
يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السمـــاء ثـــمّ استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ..
 يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثـــم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابهـــا مغفرة» ..
﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾

اخــــيراً ارومـــانسية حبتي الكــــرام :           
يحصلجموعة حشرُ الخلق، ويختلف عرضٌ البشر
ويتباين عرضُ النَّاسِ يوم القيامة …
فمجموعات مـــن الناس يأتون ووجوههم كالحه
علــىها الظلمةُ والسواد ..
واخرون يأتون ويظهر علــى محياهم الكآبةُ والإرومـــانسية حباط ….
وآخرين يأتون محمّلين بأوزار غيرهم ..

بينمـــا يلي أنهاس اخرون يوم القيامة وهم فــي غايةِ السُّرورِ والرومـــانسية حبور ..! فــي غايةِ الفرحِ والبهجه .!
فــي غايةِ الابتهاجِ والغبطه .! فــي غايةِ السالعودةةِ والمرح ..!
بالاضافة لذلكً إلــى الثواب الجزيل والأجر العظيم والرحمة والمغفرة والعتق مـــن النّار والسلامة مـــن العذاب الــذي يمـــاليةن إيّاه مـــن رب العزة والجلال سبحانه..!
            أتدرون مـــن هـــمْ ؟
        إنّهـــم المستغفـــرون …
 قـال علــىه الصــلاة والســلام كمـــا روى ذلك ابن مـــاجة ومسند البزار مـــن حديث عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صلى الالية علــىه وسلم:
« طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا ».

وفــي المعجم للطبراني عن الزبير رضي الالية عنه أنه رسول الالية صلى الالية علــىه وسلم  قال :
” مـــن أرومـــانسية حب أنه تسره صحيفته فليكثر فــيــها مـــن الاستغفار ” .

وأولى مـــن يُستغفرُ اليةم الوالدان تأسّياً بالأنهبياء، وطاعةً لالية عزوجل جدير بالذكر قال :        
﴿ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾.
وقد أخبر النبي صلى الالية علــىه وسلم أنه الاستغفار للوالدين ينفعهمـــا فقال :
{ إنّ الرجل لترفع درجته فــي الجنة، فــيقول: يا رب! أنهّى هذا؟ فــيقول : باستغفار ولدك لك }.

فعلــىكم بالاستغفار ياعبـــاد الالية :
أكثروا مـــنه فــي بيوتكم، وعلــى موائدكم وعلــى فرشكم، وفــي طرقكم وأسواقكم وفــي سياراتكم وأينمـــا كنتم، فإنكم لا تدرون متــى تنزل المغفرة ..

وليكن الاستغفار مـــاحياً للذنوب والخطايا محققاً للسالعودةة والرخاء للفرد المسلم والمجتمع المسلم والأمة المسلمة جالباً لخيرات الأرض وبركات السمـــاء ..
ليكن الاستغفار سلاحاً يُصدُ به العودةيات الظلم والطغيان وتسلط الأعداء ومـــنكرات السفهاء والأمراض المعدية والزلازل والفــيضانات وسائر الابتلاءات…

الاليةم لا تردنا مـــن هذا المقام إلا بذنب مغفور وسعي مشكور وتجارة رابحةٍ لن تبور ..

الاليةم استرنا ولا تفضحنا وأكرمـــنا ولا تهنِّا وكن لنا ولا تكن علــىنا..
الاليةم اغفر لنا الذنوب التــي تهتك العصم..!
 واغفر لنا الذنوب التــي تنزل النقم ..!
 واغفر لنا الذنوب التــي ترومـــانسية حبس الدعاء ..!
واغفر لنا الذنوب التــي تقطع الرجاء.!
 واغفر لنا الذنوب التــي تُنزل البلاء ..!
واغفر لنا الذنوب التــي تبدل النعم ..!

الاليةم ارحم ضعفنا واجبر كسرنا واغفر ذنبنا واستر عيوبنا وفرج كربنا واكشف همـــنا وأزل غمـــنا وفك أسرنا واختم بالباقيات الصالحات أعمـــالنا ..!

الاليةم ارفع عن بلدنا الغلاء والربا والوباء والبلاء
والزلازل والمحن وسوء الفتن مـــاظهر مـــنها ومـــابطن .

الاليةم انّا نستغفرك إِنَّكَ كنت بنا غفاراً فأرسل السمـــاء علــىنا مدراراً ..
الاليةم اسقنا غيث الايمـــان فــي قلوبنا وغيث العافــيــه فــي ابداننا وغيث الرحمة فــي اوطاننا ..
اسقي البلاد أقصاها وأدناها وانت ارحم الراحمين..
ثـــم اعلموا انّ الالية أمركم بأمرٍ بدأ به نفسه وثنى به ملائكته المسبحةِ بقدسه وثلّثَ به عباده مـــن جنِّه وإنسه فقال :-
(( إنَّ اللّهَ وملائِكتَه يُصلونَ علــى النَّبي يا أيَّها الــذين آمـــنوا صلوا علــىه وسلموا تسليمـــاً ))….
الاليةم صلِّ وسلم وبارك علــى نبينا محمد وارضَ الاليةم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومـــن تبعهم بإحسان إلــى يوم الدين، وعنا معهم بمـــنك ورحمتك، يا أرحم الراحمين.

زر الذهاب إلى الأعلى