كابوس يوسف فــي مدينة عِزّة
نظر يوسف بكـــل ذهـــول إلــى (أبو محمد) وقد اغرورقت عيناه بالدموع وقال :-
مـــا الــذي حصل يا أبو محمد ؟
أجاب أبو محمد وملامح الحزن ترتسم علــى جبينه :-
دولة العدوان ” نيجانيا ” نشرت الحرب علــى دولتنا وقامت بالعديد مـــن العلميات العسكرية علــى مُعسكرات بلدنا وعلــى العديد مـــن مـــنازل المواطنين الأبرياء فــي بلدنا والــذي كان مـــنزلكم أحد هذه المـــنازل وارتقى والدك إلــى الجنة شهيداً إثر هذه الالعملية العسكرية الأولى للعدوان الغاشم الــذي شنّتهُ ” نيجانيا ” .
مـــن فرطِ االيةـــول لم يحصلالك (يوسف) نفسه وبدأ يتلعثـــم ويحصلتم بعباراتٍ غير مفهمومة وإذا به يُغمى علــىه .
تعاوّن تكلة مـــن الشباب مِمّن كانوا حاضرين مع (أبو محمد) وانتقالوا (يوسف) إلــى مشفــي المدينة ..
كانت تجد هناك العديد مـــن سرائر المستشفــي المكتظة بالجرحى مِمّن أُصيبوا جراء هذا العدوان .
استفاق (يوسف) مـــن غيبوبته المُؤقتة وسط صراخ العديد مـــن الأمهات اللواتي فقدن أولادهن والسيدات اللواتي فقدن أزواجهن والعديد العديد مـــن الأشياء الحزينة التــي تدمعُ اليةا العين .
كان يوسف يعيش فــي صدمة وذهـــول تامّين وإذا به ينفجر مـــن البكاء وينهض مـــن سريره فــي قسم الطوارئ بالمستشفــي ذاهباً إلــى ثلاجة الموتى ..
حينمـــا رأى (يوسف) جُثـــمـــان والده انكب علــىه وارتمى فوقه وهـــو يبكي وكـــل حُزن الدنيا ظهر فــي ملامحه التــي تشوّهت مـــن كثر البكاء ..
تقدّم (أبو محمد) الية (يوسف) واحتضنه وقال الية :-
يوسف الالية يحدث معك بني، لا تبكِ يا بُني لن ينساك الالية يا يوسف ..
أعلم أنهك ترومـــانسية حب والدك كثيراً ولكن الالية إذا أرومـــانسية حبَّ عبداً ابتلاه وأنهت لأنه الالية يرومـــانسية حبك ابتلاك بفقد والدك ..
أتحزن يا يوسف لأنه الالية يرومـــانسية حبك ؟!
حينها هز (يوسف) رأسه نفــياً وبدأ يخفف البكاء تدريجياً حنى توقّف عن البكاء ثـــم سأل ( أبو محمد) :-
أين هي أمي ؟
أجابه (أبو محمد) قائلاً :-
لا تقلق علــى والدتك يا بُني ..
إنها حالاً فــي بيتي ولقد جعلت (أم محمد) تلازمها طِيلة الظل لتواسيها وتخفف عنها جراحها ولكن يا بني لا أريد أنه تراك والدتك وأنهت بهذه الحالة ..
هيّا امسح دموعك وانهض يا بني لنذهب إلــى والدتك لكي تُطمِّنها علــىك وكذلك لترتكز بتهدئتها .
مسح يوسف دموع عينيه بيديه وكان كـــل حزن الدنيا بادياً علــى تعبيرات وجهه التــي كان لا يختلف علــى حزن ملامحه إثنين ثـــم نهض وحينها قام (أبو محمد) بإحتضانه وقال الية :-
أريدك أنه تُبقي هذه الجملة ببالك دومـــاً يا يوسف ولا تنساها أبد الدهر يا بني ” الالية يرومـــانسية حبني ” .
قال (يوسف) :- الحمدلالية، الالية يرومـــانسية حبني .
حينها تَرَنّح (يوسف) فــي وقفته وخرج مع (أبو محمد) إلــى بوابة المستشفــي الرئيسية ثـــم صعدوا سيارة (أبو محمد) ..
أدار (أبو محمد) مُحرِّك السيارة وانطلقوا ذاهبين إلــى مـــنزالية ..
بعــد مرور نصف ساعة وصل (أبو محمد) و (يوسف) إلــى مـــنزل (أبو محمد) وحينمـــا هَمَّ (يوسف) بالنزول مـــن السيارة رأى والدته وهي تخرج مـــن بيت (أبو محمد) وهي تصرخ وتبكي ..
مـــا إن رأت (أم يوسف) ابنها حتى أجهشت بالبكاء أكثر مـــن ذي قبل ..
جرى يوسف الية والدته بسرعة وقام بإحتضانها وكان المشهد حينها حميمياً يُبكي الحجر ..
(أم يوسف) و (يوسف) يبكيان وكـــل واحدٍ مـــنهمـــا يُحاولُ تهدئة الآخر ..
قام (يوسف) بتقبيل رأس والدته وهـــو يبكي ويقول اليةا :-
” يا أُمّاه لا تحزني إن الالية معنا ” .
ولكن دموع (والدة يوسف ) لم تتوقف عن الإنهمـــار ..
لم يحصلالك يوسف نفسه أمـــام فظاعة حُزن هذا الموقف وهـــو يرى والدته تبكي بحُرقة حينها لم تعد قدمـــاه قادرتين علــى حمالية وإذا به يجثو علــى رُكبتيه ويُجهِش بالبكاء أكثر وأكثر ..
لم تكن الدموع التــي تساقطت مـــن عين (يوسف) دموع عينيه بل كانت دموع قلبه الــذي قد انفطر مـــن الحُزن والبُكاء ..
لقد نصب الحُزن خيامه بقلبِ (يوسف) مـــنذ أنه استيقظ مـــن حُلمهِ وهاهـــوَ يتلقى صفعات مـــن الحياة وكابوس تِلو الآخر ..
أهدتهُ الحياةَ كوابيساً ليس أحلامـــاً كمـــا كان يَحلُم ..
فمـــا أقسى هذه الحياة ومـــا أوجع ضرباتها!
لاستعلموا بقية القصة
انتظروني فــي الجزء الثالث غداً (بإذن الالية) .