آخر ساعة

تاريخ طويل مـــن الام – Twice

الية الحرية 

 

 

  • الية الحرية ملطخ بالدمـــاء و الدموع 

أمشي بين الأشجار وقد غلبتني ذكريات المـــاضي الدامي. أرى أمـــامي مشاهد الدمـــار الــذي خلفه الاحتلال فــي قريتي الصغيرة.

أتذكر ذلك حيث اليوم المرير الــذي هدموا مـــنزلنا فوق رؤوسنا، وهرولت باكية بين الأنهقاض المتناثرة، أبحث عن والدتي العزيزة.

 

كم ألمـــاً شعرت به عندمـــا وجدتها مدفونة تحت الحجارة والطين. لم أنهس دموع الحزن التــي غمرت وجهها الشارومـــانسية حب.

لطالمـــا أردت الانتقام ممـــن سببوا هذا المأساة لأسرتي. ولكن الألم يبقى أعمق مـــن أي كراهية. فمـــا زلت أحلم أحياناً بأمي، وبأوقاتنا السعيدة قبل الحرب.

أتوقف حيث اليوم أمـــام هذه الشجرة العتيقة، آملاً أنه تزول الذكريات المؤلمة كمـــا تذبل ورق هذا البرتقال. لكن جراحات المـــاضي لن تندمل أبداً.

أمسح دموعي وأتابع اليةي بين الأشجار. إنه مـــن الصعب التغلب علــى مثل هذا الحزن، لكنني أجد بعض الطمأنهينة تجد هنا فــي هذا الحقل المألوف.

بينمـــا أمشي، أسمع ضحكة طفل مـــن بعيد. أتوجه بسرعة الية مصدر الصوت، وأرى صبياً صغيراً ياليةـــو وسط الأشجار مع أمه. تبتسم لمـــنظره المرح، فرحة الأطفال مصدر للأمل.

 

أتذكر نفسي فــي عمره، قبل أنه تغير الحياة بي. هذه الأرض لا تزال ترزق أطفالاً بالبسمة والفرح رغم كـــل شيء.

أدرك حيث اليوم أنه أملي ببقاء هذه الأرض مستمراً مرتبط ببقاء هؤلاء الأطفال الأبرياء الــذين هم مستقبلنا. سأواصل الثبات تجد هنا مـــن أجاليةم. إنهم مـــن يجعلونني أتطلع إلــى الأمـــام بقوة الإرادة.

 

أبتسم للطفل الصغير بينمـــا ياليةـــو بفرح مع أمه بين أشجار البرتقال. إن رؤيته يدلي بشعاع مـــن الأمل فــي هذه الدنيا المليئة بالمحن.

أكمل اليةي وسط الأشجار متأملاً فــي هذه الأرض التــي رأت جيلي وسترى أجيالاً قادمة. إنها تاريخ وحاضر ومستقبل هذا الشعب.

لا يمكننا السمـــاح للاحتلال بسرقة مستقبل أطفالنا. سنواصل الثبات والتمسك بأرضنا بكـــل الوسائل السلمية.

أخيراً أصل إلــى أقصى زاوية فــي الحقل، جدير بالذكر تطل المـــناظر الخلابة علــى بقية القرية والتلال المحيطة.

أشعر بالسكينة تمتد فــي قلبي مـــن هذا المكان الخلاب. إنها فلسطين الجميلة التــي نناضل مـــن أجاليةا. سوف أظل أحلم وأعمل مـــن أجل يوم قريب نسترد فــيــه حريتنا الكاملة… “يتبع”

 

زر الذهاب إلى الأعلى